معاملة أبي الآباء لهاجر في تك 21: 9- 21
ليس وجهُه هنا الوجهَ المشرق، وسوف يتصرّف مع جاريته ومع ابنها انطلاقاً من عواطف بشريّة أو إطاعة لأمر سارة زوجته. قالت له: "أطرد الأمة وابنها" (تك 21: 10).
وهكذا فعل. أعطاها بعض الخبز وقربة ماء، فراحت تهيم في الصحراء. ولكن الرب عوّض عن قساوة قلب البشر.
صرخت هاجر فسمع الرب صراخها وأرسل لها من يدلّها على عين ماء. قال لها الرب: "لا تخافي" (آ 17). ويتابع النصّ: "وكان الله مع الغلام" (آ 20) أي مع اسماعيل حتى كبر. فمخافة الله التي غمرت هاجر، لم تملأ قلب ابراهيم حين فعل ما فعل. ولكنها ستظهر في تقدمة ابنه ذبيحة للربّ (تك 22).
اعتاد الناس في المنطقة أن يقدّموا أبناءهم ذبيحة بها يعبرّون عن تعبّدهم لإلههم. وأراد ابراهيم أن يفعل كما يفعلون. ومع أن الذبيحة التي سيقدّمها هي: الابن، الابن الوحيد، اسحاق، الولد المحبوب، مع ذلك عزم على أن يقدّمه فلا يكون أقلّ سخاء من الناس الذين يحيطون به. ولكن الرب لا يريد مثل هذه الذبائح. فكلّم ابراهيم في أعماق قلبه. وأرسل له من يفهمه أن الله الذي قال لنا: لا تقتل، لا يريد أن نقتل أولادنا. هي عادة وثنيّة وإن دلّت على سخاء من قبل مقدّمها. لهذا يستعيض اليهودي عن هذه الذبيحة بكبش أو غيره من الحيوانات. وهذا ما فعل ابراهيم: "عمد إلى الكبش وأخذه وأصعده محرقة بدل ابنه" (آ 13).
وهكذا كُتب تك 22 ليمنع الانسان من أن يقدّم ابنه ذبيحة كما فعل حيئيل فيّ أيام آخاب ملك السامرة. قتل بكره وجعله في أساس مدينة أريحا التي بناها. وقتل أصغر بنيه وجعله في أساس باب المدينة (1 مل 16: 34). وكما فعل أحاز، ملك يهوذا، لما أحسّ بالخطر: "أجاز ابنه في النار على حسب عادات الأمم الرجسة" (2 مل 16: 3؛ رج 21: 6 وما فعله منسى).