لا تنسى إنسانيتك وأنت تركض نحو أهدافك

[Mary Naeem]

لا تنسى إنسانيتك وأنت تركض نحو أهدافك


في ربيع عام 2010، كانت شوارع الصين تضجّ بالحماس. آلاف العدّائين اجتمعوا لخوض ماراثون Zheng-Kai الدولي، كلٌّ منهم يحمل حلمه، طموحه، وأمله في أن يقطع خط النهاية أولًا.
بينهم كانت العدّاءة الكينية جاكلين نييتيبي كيبليمو، شابة نحيلة الجسد، قوية العزيمة، تمتاز بخطوات ثابتة كإيقاع الطبول الأفريقية التي تدق في أعماقها.
منذ الكيلومترات الأولى، كانت كيبليمو تتصدر السباق، تتنفس بقوة، تتحدى الرياح، وتقترب شيئًا فشيئًا من المجد. بدا الفوز مؤكدًا، حتى لحظة صغيرة غيّرت كل شيء…
في الأفق، لمحت عدّاءً صينيًا فاقدًا لذراعيه، كان يكافح بشجاعة تفوق الوصف، يحاول أن يشرب الماء من زجاجة عند إحدى المحطات، لكن دون جدوى. كان العطش ينـ*هش جسده، والحرارة لا ترحم.
ترددت للحظة واحدة فقط — ثم اختارت الطريق الأصعب… طريق الإنسانية.
خفّضت سرعتها، واقتربت منه، ومدّت له يدها بكل بساطة وحنان، لتسقيه الماء الذي لم يستطع الوصول إليه.
لم تكتفِ بتلك المرة. في كل محطة مياه تالية، كانت تنتظره، تمسك الزجاجة، وتساعده على الشرب.
كيلومتر تلو آخر، كانت خطواتها تتباطأ، ومنافستها تبتعد… لكنها لم تندم لحظة واحدة.
وعندما وصلت إلى خط النهاية، لم تكن الأولى.
جاءت في المركز الثاني.
لكن حين رأت تصفيق الناس، ودموع الإعجاب في عيون الجمهور، أدركت أنها ربحت ما لا يُقاس بالميداليات — ربحت إنسانيتها.
بعد السباق، انتشرت صورتها حول العالم، ولقبها الناس بـ“العدّاءة التي فازت بقلوب البشر”.
كانت قصتها تذكيرًا نادرًا بأن البطولة الحقيقية لا تُقاس بزمنٍ أو رقم، بل بقدرتك على التوقف… لمساعدة إنسان آخر في طريقك نحو الحلم.
أحيانًا، الفوز لا يعني أن تصل أولًا بل أن لا تنسى إنسانيتك وأنت تركض نحو أهدافك.