أربع ابتسامات اختفت في ليلة واحدة

[Mary Naeem]

أربع ابتسامات اختفت في ليلة واحدة



في مساءٍ 17 نوفمبر عام 1978، كانت بلدة سبيدواي الصغيرة في ولاية إنديانا تعيش ليلتها بهدوءٍ رتيب كعادتها. في أحد أركان البلدة، كان فرع مطعم الوجبات السريعة “Burger Chef” يستعد لإغلاق أبوابه بعد يوم طويل من العمل. أربعة شبابٍ يعملون في النوبة الليلية كانوا هناك — جاين فريدت (20 عامًا)، روث إلين شيلتون (17 عامًا)، مارك فليمندز (16 عامًا)، وداني ديفيس (16 عامًا) — لا أحد منهم كان يتخيل أن هذه الليلة ستكون الأخيرة في حياتهم.
في منتصف الليل تقريبًا، جاء أحد العاملين في الوردية الصباحية ليجد المطعم مفتوحًا، الأضواء مشتعلة، الأبواب غير مغلقة، والأموال — حوالي 500 دولار — مفقودة من الخزنة. لم يكن هناك أي أثر للعاملين الأربعة. بدا الأمر للشرطة في البداية وكأنه سرقة بسيطة وهروب جماعي، ربما مجرد طيش مراهقين.
لكن بعد 48 ساعة فقط، تحول الشك إلى رعبٍ حقيقي.
في منطقة غابات نائية تبعد نحو 32 كيلومتر عن المطعم، عُثر على جـثث الأربعة متناثرة بطريقة مروّعة.
كانت جاين قد قُتـلت برصاة في الرأس، وروث بطـعنة في القلب، بينما وُجد داني ومارك وقد تعرّضا للخـ*نق.
اختلاف طرق القتـ*ل جعل المحققين يجزمون أن أكثر من شخصٍ شارك في الجريمة.
البلدة الصغيرة تحولت إلى خلية ر*بٍ وصمتٍ ودموع.
لم يُعرف من قتـ*لهم، ولا لماذا أُخذوا من المطعم ثم نُقلوا إلى الغابة.
كل الأدلة كانت ضبابية، والشهود إما تراجعوا أو اختفوا، حتى أصبحت القضية تُعرف باسم "Burger Chef Mur ers" — واحدة من أكثر الجرا*م غموضًا في تاريخ أمريكا.
رغم مرور أكثر من أربعة عقود، لا تزال الشرطة تتلقى مكالماتٍ من أشخاص يدّعون معرفة الحقيقة، ولا تزال عائلات الضحايا تحتفظ بصور أبنائهم على الجدران، تنتظر يومًا تُغلق فيه هذه الصفحة المؤلمة.
وفي كل عام، حين يقترب 17 نوفمبر، تعود الذاكرة إلى تلك الليلة...
ليلة أُطفئت فيها أضواء مطعم، ولم تُضأ بعدها أبداً.