![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يونان دائماً وأبداً في الهروب من خطة الله وإرادته لحياتنا تبدأ رحلة الهبوط، والنزول، بكل ما فيها من ضعفٍ، وهزيمة، وتنازلات لا ينبغي لابن الله أن يقدمها، هذا ما فعله إبراهيم حين نزل إلى أرض مصر رغماً عن وعد الله له بالبركة، فكان نزوله إلى مصر تعبيراً عن عدم ثقته في وعد الله، وتقديمه لتنازلات كادت تؤدي لكارثة لولا تدخل الله في الوقت المناسب وإنقاذه. (تكوين 12: 10 – 20). وهذا ما فعله يونان أيضاً حين أراد الهروب من وجه الله، يقول الكتاب المقدس "فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ" (يونان 1: 3). بدأت رحلة الهرب هذه بالنزول، وحين يبدأ النزول فإن ما يتبعه هو نزولاً أيضاً، كان النزول إلى يافا أولاً، ثم النزول إلى السفينة، ومنها إلى جوف السفينة العميق، وأخيراً النوم في جوف حوتٍ عظيماً في أعماق البحر. إن الله حين يختار إنساناً ليحقق من خلاله قصداً معيناً، أو رسالة يريد إبلاغها للبشر، أو لجماعة معينة، أو حتى لشخص بذاته، فهو يعرف مَن يختار! وفي اختياره لا يُوِجِد بديلاً، لأنه لا يعرف الفشل أبداً، قد يفشل الرسول، وقد يكون غير مجهزاً لحمل تلك الرسالة، لكن الله لا يفشل في أن يُعِد مَن يختاره لتأدية رسالته، حتى ولو استخدم في ذلك البر أو البحر، وهكذا فحين اختار الله يونان لم يختر بديلاً عنه، في حال فشله، لكنه أجرى العجائب والمعجزات التي من شأنها مساعدة يونان في القيام بمهمته، ولو علَم كل إنسانٍ أن اختيار الله لا يقاوم، أو أنه تكليفٌ لمشاركة الله خطته الفضلى للعالم ما تردد أحدٌ أو حاول الهرب. |
|