
19 - 10 - 2025, 10:49 AM
|
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|

فأَبى علَيها ذلِكَ مُدَّةً طَويلة، ثُمَّ قالَ في نَفْسِه:
أَنا لا أَخافُ اللهَ ولا أَهابُ النَّاس،
أَمَّا قَوْلُهُ: "أَنَا لا أَخَافُ اللهَ وَلا أَهَابُ النَّاسَ"، فَيُشَكِّلُ تَعْرِيفًا لِذَاتِهِ
بِأُسْلُوبِ المُونُولُوج، أَيْ الحِوَارِ الدَّاخِلِيِّ مَعَ نَفْسِهِ وَضَمِيرِهِ.
وَيُظْهِرُ هَذَا التَّعْبِيرُ عُرْيَ القَلْبِ الأَخْلاقِيَّ وَانْعِدَامَ الوَازِعِ الدِّينِيِّ
فِي نَفْسِ القَاضِي، الَّذِي يَفْتَخِرُ بِعَدَمِ مَخَافَتِهِ للهِ وَبِتَجَرُّدِهِ مِنْ الإِنْسَانِيَّةِ.
وَيَرْسُمُ الإِنْجِيلُ فِي هَذِهِ العِبَارَةِ صُورَةَ الإِنْسَانِ الَّذِي يَسْقُطُ
فِي غُرُورِ السُّلْطَةِ، فَيُصْبِحُ إِلَهًا لِنَفْسِهِ، وَيُقِيمُ نَفْسَهُ مِيزَانًا لِلحَقِّ وَالْعَدْلِ.
لَكِنَّهُ فِي الحَقِيقَةِ مَسْجُونٌ فِي أَسْرِ أَنَانِيَّتِهِ، وَمَحْرُومٌ مِنْ نُورِ الحَقِّ الإِلَهِيِّ.
|