"أفضل انتقام هو ألا تكون مثل من جارَ عليك" -
ماركوس أوريليوس (Marcus Aurelius):
تقول إحدى الحِكَم التي تتحدث عن الانتقام: "احفر قبرين قبل المضيِّ في رحلة الانتقام"؛ ذلك لأنَّ الانتقام مُكلِفٌ إلى هذا الحد، ولأنَّ السعي خلفه يلقي عبئاً ثقيلاً غالباً على الراغبين فيه؛ لكن تُعَدُّ نصيحة ماركوس أسهل وأصدق: "كم ستُحِسُّ بالارتياح إذا تسامحت وتركت الآثمين لآثامهم؟".
بحسب ما نعلم كان ماركوس أوريليوس وفيَّاً لنصيحته، إذ حينما تمرَّد أفيديوس كاسيوس -أحد جنرالاته الموثوقين- وأعلن نفسه إمبراطوراً، لم يسعَ ماركوس إلى الثأر منه، بل رأى أنَّ هذه فرصةٌ ليُريَ الرومانيين ومجلس الشيوخ الروماني كيف يتعاملون مع الصراعات الأهلية بطريقةٍ تعكس العطف والتسامح؛ ويُقال أنَّ ماركوس بكى حينما اغتِيلَ كاسيوس.
يُعَدُّ هذا مختلفاً جدَّاً عن الفكرة التي تقول إنَّ "العيش بسعادة هو الانتقام الأمثل"، فالمسألة ليس لها علاقة بإحراج الآخرين أو التباهي بنجاحك أمامهم؛ إذ إنَّ الشخص الذي أساء بحقك ليس سعيداً ولا يستمتع بحياته، فلا تصبح مثله، ووجِّه حياتك عكسه.