![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "لابُدَّ لنا جميعاً من أن نَبلى أو نتآكل وأنا أختار الأولى" - ثيودور روزفيلت (Theodore Roosevelt): تَوقَّع قليلون أنَّ ثمَّة خيارات متاحة أمام "ثيودور روزفيلت" في بداية حياته، إذ كان روزفيلت عَليلاً وضعيفاً ومُدلَّلاً لدى والديه اللذين كانا يقلقان عليه كثيراً. لقد أوقدت محادثةٌ جرَت بينه وبين والده الحماسة في نفسه إلى حدّ الجنون تقريباً، ودفعته إلى اتِّخاذ وجهةٍ أخرى؛ وحينما قيلَ له أنَّه لن يمضي بعيداً في هذا العالم بعقله المتألق وجسده الضعيف، قال: "سأصنع جسدي بنفسي". كانت التجارب التي خاضها بعد ذلك مزيجاً من الملاكمة، والتنزُّه، وركوب الخيل، وصيد البَر، وصيد السمك، والسباحة، ومحاربة الأعداء، ومسيرة مهنيَّة مرهقة كان فيها واحداً من أكثر الرؤساء عطاءً ونيلاً للاحترام في تاريخ الولايات المتحدة. لقد تنبَّأت هذه الحِكمة بما سيحدث مع روزفيلت كذلك، إذ حينما بلغ عمره الـ 54 عاماً، بدأت حالة جسده بالتدهور، وبقيَت رصاصةٌ عالقةً في جسمه على إثر محاولة اغتيال تعرَّض إليها، والتي عجَّلَت من إصابته بالتهاب المفاصل الروماتوئيدي؛ كما أُصِيب خلال البعثة المشهورة التي سُمِّيَت باسم "نهر الشك" (River of Doubt) بمرضٍ مداري، وكاد يموت تقريباً بسبب السموم التي حملها المرض إلى قدمه؛ وأُصيب حينما عاد إلى الولايات المتحدة بالتهاب بلعومٍ حاد، وتبيَّن بعد ذلك أنَّه مُصاب بالروماتزم الالتهابي، ممَّا جعله أسير الكرسي المُتحرِّك مؤقَّتاً؛ ثمَّ تُوفِّيَ في سن الـ 60. لا يوجد إنسانٌ على سطح الكوكب بلغ من العمر 60 عاماً يمكن أن يقول أنَّه لم يَعِش من العمر ما يكفي خلال هذه الأعوام، وأنَّه لم يُبلي عمره بشكلٍ جيد، ولم يَعِش حياته على أتمِّ وجه. |
|