![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() العِبْرَةُ لَيْسَتِ العِبْرَةُ مِنْ مَثَلِ القَاضِي الظَّالِمِ فِي المُدَاوَمَةِ عَلَى الصَّلَاةِ فَحَسْب، بَلْ فِي اليَقِينِ بِالِاسْتِجَابَةِ أَيْضًا. فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الظَّالِمُ، الفَاقِدُ لِلضَّمِيرِ، قَدِ اسْتَجَابَ لِطَلَبِ الأَرْمَلَةِ بِإِلْحَاحِهَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى اللهُ الَّذِي هُوَ آبٌ صَالِحٌ وَعَادِلٌ، يُنصِفُ مُخْتَارِيهِ الَّذِينَ يُنَادُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلًا، وَيُسْرِعُ إِلَى إِنْصَافِهِم (لوقا 18: 7–8). إِنَّ اللهَ يَسْتَجِيبُ لِكُلِّ مَنْ يَلْتَجِئُ إِلَيْهِ فِي فَقْرِهِ وَتَوَسُّلِهِ، وَلَكِنْ فِي الزَّمَانِ الَّذِي يَرَاهُ صَالِحًا لِخَلاصِنَا. لِذَلِكَ يَحُثُّ يَسُوعُ عَلَى الصَّلَاةِ "مِنْ غَيْرِ مَلَلٍ"، عَلَى خُطَاهِ هُوَ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي دَائِمًا، لَيْلًا وَنَهَارًا، عَلَى شَوَاطِئِ البُحَيْرَةِ، وَفِي الصَّبَاحِ البَاكِرِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. فَلْنُصَلِّ بِلَا مَلَلٍ لِنَحْفَظَ الإِيمَانَ حَيًّا عِنْدَ عَوْدَةِ الرَّبِّ. قَدْ يُمْهِلُ اللهُ وَلَكِنَّهُ لا يُهْمِلُ، قَدْ يَمْتَحِنُ إِيمَانَنَا، وَلَكِنَّهُ فِي النِّهَايَةِ يَسْتَجِيبُ لَنَا، لأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُمَحِّصَنَا كَمَا يُمَحَّصُ الذَّهَبُ فِي البُوتَقَةِ وَالنَّارِ. هذَا هُوَ مَعْنَى الإِيمَانِ: الثِّقَةُ وَالتَّصْدِيقُ وَالاِسْتِسْلَامُ لإِرَادَةِ اللهِ القَدِيرَةِ وَالمُحِبَّةِ. فَإِنْ كَانَتِ الأَرْمَلَةُ قَدْ أَخْضَعَتِ القَاضِي غَيْرَ الأَمِينِ بِطَلَبَاتِهَا المُسْتَمِرَّةِ، فَكَمْ بِالأَحْرَى اللهُ الأَبُ الصَّالِحُ وَالعَادِلُ، الَّذِي لا يُرْسِلُ أَحَدًا خَائِبًا مِنْ أَمَامِهِ، بَلْ يُسْرِعُ إِلَى إِنْصَافِ أَبْنَائِهِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ بِإِيمَانٍ وَثِقَةٍ. فَإِذَا شَعَرْنَا بِالظُّلْمِ أَوْ بِثِقَلِ الأَيَّامِ، فَلْنَرْفَعْ صَلاَتَنَا الآنَ، وَلْنَبْدَأْ مِنْ جَدِيدٍ، وَلْنُلْقِ جَمِيعَ هُمُومِنَا وَآلاَمِنَا وَإِخْفَاقَاتِنَا عَلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ لا شَيْءَ يَعْسُرُ عَلَيْهِ: لا خَطِيئَةٌ شَائِنَةٌ، وَلا فَشَلٌ فِي العَمَلِ أَوِ العَائِلَةِ، وَلا جِرَاحُ شَبَابٍ تُعْجِزُ نِعْمَتَهُ. "فَإِذَا كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟" (رومة 8: 31). فَلا نَنْقَطِعْ عَنِ الصَّلَاةِ، حَتَّى وَإِنْ بَدَتْ غَيْرَ مُسْتَجَابَةٍ، لأَنَّ الصَّلَاةَ هِيَ مِفْتَاحُ الإِيمَانِ، وَبِدُونِهَا يُصْبِحُ الإِيمَانُ عُرْضَةً لِلتَّشَكُّكِ وَالخُمُولِ. فَلْنَطْلُبْ مِنَ الرَّبِّ إِيمَانًا يُصْبِحُ صَلاةً دَائِمَةً، وَصَلاةً تُغَذِّي الإِيمَانَ، كَصَلاةِ الأَرْمَلَةِ الَّتِي لَمْ تَمَلَّ، بَلْ وَاصَلَتْ بِإِصْرَارٍ، حَتَّى نَالَتْ الإِنْصَافَ. إِيمَانًا يَتَغَذَّى مِنَ التَّوْقِ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، وَيَبْقَى مُشْتَعِلًا بِرَجَاءِ لِقَائِهِ وَالثِّقَةِ بِمَحَبَّتِهِ الأَبَوِيَّةِ. |
|