![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لِأَنَّه إمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهما ويَزدَرِيَ الآخَر. فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِله ولِلمال تُشِيرُ عِبَارَةُ "يَعمَلَ" هُنَا إِلَى العِبَادَةِ. فَإِمَّا نَحْنُ بِالفِعْلِ وَكَلاءٌ، وَبِالتَّالِي أُمَنَاءُ للهِ؛ وَإِمَّا نَتَصَرَّفُ كَمَالِكِينَ، وَحِينَئِذٍ لَسْنَا أُمَنَاءَ للهِ. إِنَّ المَالَ إِلَهٌ كَذَّابٌ، وَصَنَمٌ يَتَعَبَّدُ لَهُ الإِنْسَانُ إِذَا تَصَرَّفَ فِيهِ كَمَالِكٍ لا كَوَكِيلٍ. فَهُوَ عِنْدَئِذٍ يُحَوِّلُ الإِنْسَانَ إِلَى عَبْدٍ. يَقُولُ القِدِّيسُ يُوحَنَّا الذَّهَبِيُّ الفَم: "إِنَّ الشُّرُورَ الَّتِي تُسَبِّبُهَا لَنَا الثَّرَوَاتُ هِيَ إِبْعَادُنَا عَنْ خِدْمَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ، وَتَحْوِيلُنَا إِلَى عَبِيدٍ لِسَيِّدٍ جَامِدٍ وَفَاقِدِ الحِسِّ." (العِظَة 21 عَن إِنْجِيلِ مُتَّى). وَيُعَلِّقُ أَيْضًا: "يُسَمِّي المَسِيحُ المَالَ رَبًّا لا بِسَبَبِ طَبِيعَتِهِ الذَّاتِيَّةِ، إِنَّمَا بِسَبَبِ تَعَاسَةِ الَّذِينَ يَنْحَنُونَ لِنِيرِهِ. فَمَا أَتْعَسَ الَّذِينَ يَتَخَلَّوْنَ عَنِ اللهِ لِيَتَسَلَّطَ عَلَيْهِمِ المَالُ تَسَلُّطًا مُؤْلِمًا." وَيُضِيفُ: "نَحْنُ لا نَتَكَلَّمُ عَنِ الَّذِينَ كَانُوا يَمْلِكُونَ الثَّرَوَاتِ، بَلْ عَنِ الَّذِينَ تَرَكَتْ تِلْكَ الثَّرَوَاتُ تَتَمَلَّكُهُم. فَأَيُّوبُ كَانَ ثَرِيًّا، لَكِنَّهُ كَانَ يَسْتَعْمِلُ المَالَ وَلَمْ يَكُنْ يَخْدِمُهُ. أَمَّا القِدِّيسُ أَمبرُوسِيُوس فَيَقُولُ: "السَّيِّدُ المَسِيحُ يَضَعُ حَدًّا فَاصِلًا بَيْنَ قَبُولِ تَبَعِيَّتِهِ وَالارْتِبَاطِ بِمَحَبَّةِ المَالِ." وَيُعَلِّقُ البَابَا لاوُن الكَبِير: "فَلْنَخْتَرْ سَيِّدًا لا يُعَثِّرُ الطَّرِيقَ لِيَقُودَ النَّاسَ إِلَى الهَاوِيَةِ، بَلْ يُقِيمُ السَّاقِطِينَ لِيَقُودَهُم إِلَى المَجْدِ." |
|