فعلُ الشكرِ في العهدِ الجديدِ يرتبط بالعبادة
أي بالحمدِ والتسبيحِ والتمجيد.
ونجدُ لهُ خمسةَ أبعادٍ متكاملةٍ:
1. الحمد لله (Ἐξομολογοῦμαι):هو الاعترافُ بعطايا الله كما صلّى يسوعُ:"أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَواتِ والأرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذه الأَشياءَ عن الحُكماءِ والأذكِياءِ، وكَشَفتَها للصِّغار" (متى 11: 25).
2. الشكر والتسبيح (αἰνέω):لا ينفصلُ الشكرُ عن التسبيح، كما جاء عن الرّعاةِ لدى ميلادِ المسيح:"ورَجَعَ الرُّعاةُ وهم يُمَجِّدونَ اللهَ ويُسَبِّحونَهُ على كُلِّ ما سَمِعوا ورَأَوا" (لوقا 2: 20). فالتسبيحُ يُركِّزُ على شخصِ اللهِ أكثرَ مِن عطاياه، وهو الأقربُ إلى السجودِ والعبادة.
4. البركة (εὐλογῶν):ترتبطُ بالشكرِ في التّقليدِ اللوقاويّ، كما نقرأ عن زكريّا:"فانفَتَحَ فمُهُ في الحال، وانطلقَ لسانُه، فتكلَّمَ وباركَ الله" (لوقا 1: 64).
5. الشكر المسيحي (εὐχαριστέω): وهي العبارةُ الجديدةُ التي تتكرّرُ نحو ستّينَ مرّةً في العهدِ الجديد،وتعبِّرُ عن أصالةِ الشكرِ المسيحيّ كما في صلاةِ يسوعَ عند إقامةِ لعازر:"شُكرًا لَكَ، يا أَبَتِ، لأنَّكَ استَجَبتَ لي" (يوحنّا 11: 41). هذا الفعلُ يبلُغُ كمالَهُ في الأفخارستيا، أي القُربانِ المقدّس،وهو التعبيرُ النهائيّ عن شكرِ يسوعَ للآبِ باسمِ البشريّة.فالمسيحُ هو شكرُنا الكامل، الّذي يرفعُ الشكرَ إلى الآب،ونحنُ نرفعهُ معهُ قائلين:"بهِ ومعهُ وفيه" كما نصلّي في القُدّاس الإلهيّ.ولذلك، يُعلّمنا بولسُ الرّسولُ أن نكونَ في توسّلٍ وشكرٍ متواصلٍ:"فأيُّ شكرٍ بوسْعِنا أن نُؤدِّيه إلى اللهِ فيكم، على كُلِّ الفَرَحِ الّذي فرِحْناهُ بسببِكم في حضرةِ إلهِنا" (1 تسالونيقي 3: 9). فالعبادةُ الحقّةُ هي أن نشكرَ اللهَ دائمًا، لأنَّ الشكرَ هو قلبُ العبادةِ المسيحيّة.