![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وسَقَطَ على وَجهِه عِندَ قَدَمَي يَسوعَ يَشكُرُه، وكانَ سامِرياً. "سامِريًّا" فتُشيرُ إلى أنَّ البقيّةَ الّذينَ شُفُوا كانوا من اليَهود، بينَما هذا الوحيدُ كان سامِريًّا، أي من الشّعبِ الّذي يَحتقرُهُ اليهودُ لكونِه غريبًا دينيًّا وعرقيًّا. فقد كان بينَ الطَّرفَين عَداءٌ مُستحكِم، ولم يكنِ اليهودُ يُقيمونَ أيَّ علاقةٍ اجتماعيّةٍ أو دينيّةٍ مع السّامِريّين (يوحنّا 4: 9). ويَعودُ أصلُ السّامِريّين إلى خَليطٍ مِن الإسرائيليّينَ والأُممِ الوَثنيّين الّذينَ جاءَ بهمُ الأشوريّون بعدَ سقوطِ المملكةِ الشّماليّة (2 ملوك 17: 24). وكانوا يَسكُنونَ في إقليمِ السّامِرَة، الواقعِ في وَسطِ فلسطين (لوقا 17: 11)، وقد احتَفِظوا ببعضِ موروثاتِ الشّريعةِ الموسويّةِ، لكنَّهم نَصَبوا لأنفُسِهم هيكلًا خاصًّا على جبلِ جِرزيم، فازدادتِ الفاصلةُ بينهم وبينَ اليهودِ في العبادةِ والإيمان.ومعَ ذلك، فإنَّ يسوعَ جعلَ هذا السّامِريَّ مثالًا يُضيءُ بوجهِه على إيمانٍ حقيقيٍّ يتخطّى الحدودَ العِرقيّةَ والدينيّةَ،ليُعلِّمَ أنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إلى الأصلِ أو المكانِ، بل إلى القلبِ المؤمِنِ الشّاكِر. يُذكِّرُنا هذا السّامِريُّ بِشَخصيّةِ نُعمانَ، رَئيسِ جَيشِ مَلِكِ أَرام، ذاكَ الّذي لم يَكُن من بني إِسرائيل، ولكنَّ عَجائبَ اللهِ ظَهَرَت فيهِ حينَ شُفِيَ من بَرَصِهِ بِسَببِ طاعَتِهِ لِكَلِمَةِ النَّبيِّ أليشَع، حينَ غَسَلَ نَفسَهُ في الأُردنّ كما أُمِرَ (2 الملوك 5: 14-17). |
![]() |
|