![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() سفر المزامير تاريخ كتابة المزامير وناظموها يجب لأول وهلة أن لا نخلط بين تاريخ جمع هذه المزامير وتاريخ تأليفها أو نظمها ولا شك أنه يوجد فرق بين الاثنين. إذ من الممكن أن كثيراً من هذه المزامير كانت ترنم قبل أن حاول كتابتها أحد بزمان طويل. وبالتالي فهذه أغاني الشعب عرفها وغناها وصحبها بآلات الطرب قبل أن تجمع في كتاب مدون. ومن جهة أخرى نجد أن المؤلف أو المؤلفين لم يذكروا لأن لا أهمية لذلك في نظر الناس في تلك العصور القديمة وربما كان أن عدداً من المزامير المنسوبة إلى داود لم ينظمها داود قط وإنما ذكرت تحت اسمه لكي نعرف انها نظمت على النسق الداودي ليس إلا. ونجد أن عدداً من هذه المزامير المنسوبة إلى داود لا يمكن أن تكون لداود حقيقة إذا اعتبرنا الأشياء الآتية: لقد ورد بعض التعابير الآرامية التي دخلت اللغة العبرانية بعد عصر داود بزمان طويل فنجد مثلاً المزامير ١٠٣ و١٢٢ و١٣٩ و١٤٤. نجد أن بعضها قد اقتبس من بعض الكتابات المتأخرة عن عصر داود راجع مزمور ٨٦. يوجد بعض المزامير ذات ميزات خاصة لا يمكن أن تكون داودية مثل المزامير ٢٥ و٣٤ و٣٧. مما يرينا بأجلى بيان عن حالة المملكة في ذلك الحين. ذكره الهيكل كما في المزمورين ٥: ٧ و٢٧: ٤. وقد ذهب العالم ديلتش إلى القول بأن الهيكل هنا معناه خيمة الاجتماع. وهذا الكلام يحتوي الكثير من السعي لإيجاد الأعذار. وقد ذهب ولهوسن إلى القول المأثور «ليس المشكل فيما هل كتاب المزامير يحتوي أي المزامير المكتوبة بعد السبي بل المشكل هل يوجد أي المزامير التي كتبت قبل السبي على الإطلاق». إذا كان يقصد بهذا الكلام تدوين المزامير كما نجده الآن ففيه الشيء الكثير من الصحة ولكن لا يغرب عن بالنا أن هذه المزامير كانت معروفة منذ القديم ويغنيها الناس عن ظهر قلوبهم وإن كانوا لم يتعلموا أن يكتبوها. فإن هذا الشعر الديني الممتاز كان قد طبع في أذهان الناس وقلوبهم وهم ما زالوا أميين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة. أما الشعر العبراني فلم يكن يعتمد على الوزن أو القافية كما ذكرنا سابقاً بل بالأحرى كان يعتمد على ترتيب الأفكار وترابطها وانسجامها وتوازن الجمل وعلاقتها بعضها ببعض. وبعبارة أخرى كان عندهم التوازي أجلّ الأشياء وأعظمها خطورة . وهذا التوازي قد يأتي على الأوجه المختلفة الآتية: التكرار والتوكيد لنقطة واحدة راجع مزمور ٢١: ٢ و٩٤: ٣ و١٩: ١ و٢ و٢٧: ١ و٢. التعاكس انظر مزمور ٣٠: ٥ «لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ. عِنْدَ ٱلْمَسَاءِ يَبِيتُ ٱلْبُكَاءُ، وَفِي ٱلصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ». التناجس والتناسق راجع مزمور ٣: ٤ و٩٧: ١ و٥ ومزمور ١٠٣: ١ وما يليه. ومنها المقاطع المثلثة والمربعة والمخمسة والمسدسة ونجد ذلك بالترتيب هكذا مزمور ٩٣: ٣ و٥٥: ٢١ و٦: ٦ و٩٩: ١ - ٣. ومن المزامير تلك المرتبة حسب أحرف الهجاء. فإن كل حرف منها يحوي ثمانية جمل أو آيات وكل آية تبدأ بالحرف الذي كتبت تحته وهكذا على التوالي. وشاهدنا في ذلك المزمور ١١٩. ويمكننا أن نقول إن المزامير كلها تهدف نحو غرض واحد وهو العبادة بأجمل صورها وأعظم معانيها ولم يخطئ من قال إن الكنيسة المسيحية منذ أقدم عصورها قد عرفت قيمة المزامير واستعملتها بصورة منتظمة ومتواصلة لأنها تصل إلى القلب بأهون سبيل وأخصره لأنها قد خرجت من القلب البشري أولاً. ويجد المرنم أن عبادة الرب هي غايتها القصوة هي القمة العليا في جبل تفكيره السامي فمتى وصل إليها يترك للأفكار الثانوية الأخرى أن تحتاط القمة من كل جانب كما تفعل القمة والتلال الأخرى تحيط بها وهي أدنى منها. وما هي العبادة يا ترى سوى الصعود إلى الأعالي ولو لحظة من الزمان ومحاولة البقاء هناك مدة كافية حتى نستنشق نسيم الحياة من نبع كل حياة. فالإنسان الذي نفخ فيه من روحه لا يمكن أن يبقى حياً روحياً إلا على مقدار ما يستطيع أن يحيا بالله متعبداً له ومطيعاً لجميع أوامره ووصاياه. وما المزامير سوى ارتفاع بالمؤمنين نحو القمم العالية كلما قرأناها وتمتعنا بخيراتها كلما فرحنا بالحياة الروحية التي نحياها وملأت جوعنا وأروت عطشنا لأنه «طوبى للجياع والعطاش إلى البر فإنهم يشبعون». |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تاريخ كتابة سفر ناحوم |
تاريخ كتابة سفر صفنيا |
زمن ومكان كتابة المزامير |
تاريخ كتابة الإنجيل |
تاريخ كتابة السفران |