في العهد القديم، ترنّم الملك داود عن هذا الفرح في المزمور الثاني والثلاثين: "طوبى للرجل الذي غُفرت إثمه وسترت خطيئته". وإذا تأملتَ في الكتاب المقدس العبري، لوجدتَه أكثر روعة: "يا لفرح الرجل الذي غُفرت إثمه وسترت خطيئته!" أقول لكم: عندما نصل إلى مرحلة نُدرك فيها حالتنا أمام الله بدون المسيح، عندما نُدرك أننا خطاة مُذنبون في حضرة إله قدوس (فهذا ما نكون عليه حتى نؤمن بالمسيح)، سنبدأ نُقدّر غفران الله.
أخبرني أحدهم قبل يومين عن رجلٍ طيب القلب، قال إنه لا يحب أن يموت أحدٌ بسبب خطاياه، بل يُفضّل أن يقف دفاعًا عن نفسه أمام الله. هذا يُظهر جهله، ويُظهر عمى بصيرته، فهو خاطئٌ مُذنبٌ في حضرة إلهٍ قدوس، ولا يستطيع الوقوف أمامه ولو للحظةٍ واحدةٍ بشخصيته. لو أراد أن يقف أمام الله حقًا لما تكلّم بهذه الطريقة، فحتى أفضلنا قد خالف أعظم وصايا الله. بعضنا ليسوا سكارى، ولم يُقامروا قطّ أو يسرقوا، ولم يُسيءوا إلى اسم الله قطّ، لكنهم خالفوا وصية الله الأولى والعظمى، وهي: "أحبب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى". لم يحفظ رجلٌ أو امرأةٌ هذه الوصية، بل كلُّ إنسانٍ خاطئٌ مُذنبٌ في حضرة إلهٍ قدوس.