![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يكن الخطأ في الحديد بل في القرار في صيف عام 2011، كان الجو مشمسًا في منتزه دارين ليك بولاية نيويورك، والضحك يملأ المكان من صرخات الفرح التي تتطاير مع الأفعوانية العملاقة “Ride of Steel”، إحدى أسرع وأعلى الألعاب في أمريكا. لكن في ذلك اليوم، كانت هناك رحلة مختلفة… رحلة ستتحول إلى كابوس حيّ لن ينتهي إلا بصمتٍ ثقيل يعم المكان. اسمه جيمس هاكيمر، رجل أمريكي، فقد ساقيه الاثنتين وجزءًا من ذراعه اثر حادث، لكنه لم يستطع إيقاف إرادته. بعد سنوات من الألم والعلاج، قرر أخيرًا أن يتحدى خوفه ويستعيد إحساسه بالحياة. كان يقول دائمًا: "أريد أن أشعر أني حي… ولو ليوم واحد فقط." اقترب من اللعبة بابتسامةٍ شجاعة، وبداخله مزيج من الحنين والرهبة. الدليل الفني كان واضحًا: "يُمنع ركوب اللعبة لمن لا يملكون ساقين." لكن أحد العاملين، بدافع التعاطف، نظر إليه وقال بثقة: "امسك بالمقبض جيدًا… ستكون بخير." صعد جيمس إلى المقعد الأمامي، وثُبّت الحزام حول جسده النصف العلوي فقط. انطلقت الأفعوانية… صوت الحديد يصمّ الآذان، الرياح تعصف بوجهه، والأرض تبتعد بسرعة مذهلة. عند القمة، حيث كل شيء يبدو ساكنًا للحظة، رفع يده ليمسك بقبعته التي كادت تطير مع الريح… وفي تلك الثانية الصغيرة، فقد توازنه. لم يكن هناك ما يثبّته. لا ساقين لتقاوما الجاذبية. ولا حزام كتف يحميه. وسقط. من ارتفاع يقارب ستين مترًا، تهاوى جسده في الهواء وسط صرخات الناس، قبل أن يرتطم بالأرض. توقفت اللعبة. توقف الزمن. وحين هرع الجميع نحوه… كان قد فارق الحياة. التحقيقات أثبتت لاحقًا أن اللعبة لم تُخالف قوانين الفيزياء… بل قوانين المنطق والحرص. فلم يكن الخطأ في الحديد بل في القرار. هكذا تحوّل يوم أراد فيه معاق أن يحتفل بالحياة، إلى درسٍ مؤلم عن حدود الشجاعة والرحمة، وعن كيف يمكن لـ"نية طيبة" واحدة أن تفتح بابًا لمأساة لا تُغلق أبدًا. |
|