![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القوة الحقيقية ليست في المنصب بل في الإنسانية في صباحٍ بارد من فبراير عام 2022، توقّف موكب رئاسي صغير أمام مدرسة متواضعة في مدينة غوستيفار بشمال مقدونيا. لم يكن هناك احتفال رسمي ولا مراسم استقبال… فقط رئيس البلاد ستيفو بنداروفسكي يسير بخطوات هادئة إلى جوار طفلة صغيرة تُدعى إمبلا أداموفا، تبلغ من العمر 11 عامًا، وتعلو وجهها ابتسامة خجولة تخفي خلفها وجعًا عميقًا. إمبلا وُلدت بمتلازمة داون، وكانت مثل أي طفلة تحمل أحلامًا بسيطة: أن تتعلم، أن تضحك، أن يكون لها أصدقاء. لكنها وجدت نفسها تواجه قسو"ة من نوع آخر… تنـمر مستمر، نظرات غريبة، وهمسات موجـعة جعلتها تخاف الذهاب إلى المدرسة. وعندما وصلت القصة إلى الرئيس، لم يكتفِ بالكلمات ولا بالبيانات الرسمية، بل قرّر أن يفعل ما لا يفعله كثير من القادة. ارتدى سترته، وذهب بنفسه إلى منزل إمبلا، وأمسك يدها الصغيرة، وسار معها إلى المدرسة أمام أعين الجميع. كان المشهد مؤثرًا لدرجة أن بعض المارة لم يتمالكوا دموعهم. رئيس الدولة يسير بجانب طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، يبتسم لها ويحادثها كأبٍ عطوف، لا كسياسي متكلّف. أراد أن يُرسل رسالة صامتة لكنها أقوى من ألف خطاب: “القوة الحقيقية ليست في المنصب، بل في الإنسانية. وكل طفل، مهما كان مختلفًا، يستحق أن يُعامَل بالحب والاحترام.” منذ ذلك اليوم، أصبحت إمبلا رمزًا للأمل والشجاعة، وأصبح بنداروفسكي نموذجًا للقيادة الرحيمة التي تُعطي القدوة بالفعل لا بالكلام. إنها قصة تذكّرنا أن لفتة واحدة من التعاطف يمكن أن تغيّر حياة إنسان، وربما تُلهم أمة بأكملها. |
|