أن العظمة لا تُقاس بالتاج على الرأس بل بالحب
في يونيو عام 1991، تحوّل يومٌ عادي في مدرسة الأمير ويليام إلى لحظة خالدة في ذاكرة العالم. كانت الأميرة ديانا، “أميرة القلوب”، تجلس بين أولياء الأمور تشاهد ابنها بفخر خلال اليوم الرياضي، عندما أُعلن عن سباق الآباء التقليدي. وبينما كانت الأمهات والآباء يتأهبون للمشاركة، فاجأت ديانا الجميع بقرارٍ بسيط لكنه غيّر كل شيء: خلعت حذاءها الأنيق، رفعت أطراف تنورتها قليلاً، وركضت حافية القدمين فوق العشب، دون أن تعبأ بالبروتوكولات الملكية أو بعيون الصحفيين وعدسات الكاميرات.
كانت تركض بخفة وصدق، والابتسامة تملأ وجهها، وشَعرها يتطاير مع الريح، كأنها تحررت للحظات من ثقل اللقب والتقاليد، لتصبح فقط… "أمًّا". على خط النهاية، كان الأمير الصغير ويليام يبتسم بفخرٍ لا يوصف وهو يرى والدته تتسابق من أجله، لا كأميرة، بل كأمٍ محبة لا يهمها سوى أن تشاركه فرحته.
تلك الصور التي التُقطت في ذلك اليوم انتشرت في كل أنحاء العالم، وأصبحت من أكثر اللقطات الإنسانية التي جسّدت روح ديانا الحقيقية: امرأة قريبة من الناس، تفيض بالعفوية، لا تخاف أن تتسخ قدماها ما دام قلبها نظيفًا.
وبعد السباق، عادت بهدوء، ارتدت حذاءها من جديد، وتبادلت الضحكات مع الآباء، وكأن شيئًا لم يحدث. لكن في الحقيقة، حدث الكثير… فقد تركت وراءها درسًا خالدًا: أن العظمة لا تُقاس بالتاج على الرأس بل بالحب في القلب، وبالقدرة على أن تكون إنسانًا قبل كل شيء.