تحت قيادة روح الله القدوس يقدم لنا موسى النبي نشيده الأخير. دُعي هذا النشيد مفتاح كل نبوة لأنه يتكلم عن ولادة الأمة وطفولتها ثم جحودها وارتدادها وأخيرًا عقابها فرجوعها.
قدم لنا موسى النبي أغنية تحمل فكرًا لاهوتيًا حيًا، فإنه كنبي لا يفصل بين الموسيقى واللاهوت. موسيقى بلا لاهوت تصير نوعًا من الميوعة ومضيعة للوقت، ولاهوت بلا موسيقى تفقد الإنسان رقته. إن كان اللاهوت يعتني بالإنسان ليقيم منه أيقونة حيَّة لله، تحمل صورة للحياة المتهللة، فإن اللاهوت لا غنى له عن الموسيقى، إذ تقيم من الإنسان كائنًا سماويًا متهللًا وشاكرًا بلا انقطاع.
الحياة الإيمانية الصادقة هي قطعة موسيقية تعلن عن التناغم في حياة الإنسان بين سلوكه الزمني وتذقه لعربون الأبدية.