"يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب. فتتلمس في الظهر كما يتلمس الأعمى في الظلام" [28-29].
لقد أُصيب الشعب اليهودي بالعمى الروحي، فمع أنَّه دعاهم عبده ورسوله، إذ كان يليق بهم أن يكرزوا بالمسيَّا مخلص العالم، انطمست عيونهم عن رؤيته، وأذهانهم عن فهم النبوات الواردة عنه. لذا يوبخهم: "أيها العُمْي انظروا لتبصروا. من هو أعمى إلاَّ عبدي وأصم كرسولي الذي أرسله؟! من هو أعمى كالكامل وأعمى كعبد الرب؟!" (إش 42: 18-19). وجاء في صفنيا: "يمشون كالعمي لأنَّهم أخطأوا إلى الرب" (صف 1: 17). كما يقول معلمنا بولس الرسول عن رافضي كلمة الإنجيل: "الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ" (2 كو 4: 4). ضربات اجتماعيَّة: يسقط تحت الظلم الاجتماعي، يصرخ كل أيام حياته ممَّا يحل به من ظلم وليس من يستجيب، ولا من ينصفه. يئن من الظلم متَّهمًا من هو حوله، وهو لا يعلم أن عصيانه لله ورفضه لمحبة الله يفقده حتى التمتُّع بحقوقه الاجتماعيَّة.