رأينا في المقدمة على مزامير المصاعد أن المجموعة الخامسة منها (مز 132-134) تمثل سفر التثنية، حيث يشتهي المؤمن أن يدخل في صداقة مع الله كما كان موسى النبي. الآن في هذا المزمور نجد نوعًا من الميثاق بين الله وداود. فالأخير في وداعةٍ وتواضعٍ لا يجد راحته، ولا يدخل إلى بيته، ولا يصعد على سرير فراشه، ولا يعطي لعينيه نومًا حتى يجد موضعًا للرب، ومسكنًا لإله يعقوب. ومن جانب الرب نفسه، فقد اقسم لداود أن يجعل من بنيه من يجلس على كرسيه إلى الأبد، إن حفظ بنوه عهده.
هذا ما يشتهيه المؤمن الحقيقي، أن يرتبط بصداقة مع الرب إلهه، فيجد الرب راحته في قلب المؤمن كمسكنٍ له، ومن جانب الله، فهو يود أن يدخل به إلى خبرة الحياة الملوكية السماوية.
يرى البعض أن داود المرتل قام بتسجيله بروح الله بمناسبة إحضار تابوت العهد إلي المدينة المقدسة (2 صم 6: 14. 15). وأنه مزمور نبوي مسياني. بلا شك بقيت اللحظات التي عاشها داود مع كل أورشليم حين أحضر تابوت العهد لا تفارق عينيه. إنها لحظات مفرحة، بل كانت مصدر تعزية مستمرة له حتى وسط ضيقاته. لقد اهتز كل كيانه، فرقص أمام تابوت العهد كطفلٍ صغيرٍ، وأنشدت فرق المسبحين الترانيم المقدسة، مستخدمين كل أنواع الآلات الموسيقية في ذلك الحين (2 صم 6).
يرى آخرون أن واضع المزمور سليمان الحكيم الذي دعاه الرب لبناء الهيكل خلال وعده لأبيه داود (2 صم 7: 13). فهو يسجل مجهودات أبيه وتهليل بهذا الحدث الفريد، مع الكشف عن شوقه وجهاد لبناء بيت للرب. أراد سليمان أن يتذكر الشعب على الدوام وعد الله لداود أبيه بخصوص إقامة مسكن الله.
ويرى فريق ثالث أنه وُضع في نهاية السبي البابلي حيث ُعيد يناء الهيكل ووُضع فيه تابوت العهد.