![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() النَّظْرَةُ الإِيمَانِيَّة لَمْ يَكْتَفِ يُوحَنَّا الرَّسُولُ بِالنَّظْرَةِ التَّحْلِيلِيَّةِ، بَلْ أَضَافَ إِلَيْهَا نَظْرَةً إِيمَانِيَّةً، كَمَا صَرَّحَ الإِنْجِيلُ: "فَرَأَى وَآمَنَ" (يُوحَنَّا 20: 8). فَهِمَ يُوحَنَّا فَوْرًا لُغَةَ القَبْرِ الفَارِغِ، وَالأَكْفَانِ المَمْدُودَةِ، وَالمِنْدِيلِ المَلْفُوفِ وَحْدَهُ. فَهَذِهِ التَّفَاصِيلُ الدَّقِيقَةُ تُنْفِي نَظَرِيَّةَ سَرِقَةِ الجَسَدِ. رَأَى يُوحَنَّا مَا رَآهُ بُطْرُسُ، لَكِنَّهُ قَرَأَ فِي تَرْتِيبِ اللَّفَائِفِ وَانْفِرَادِ المِنْدِيلِ دَلَائِلَ قِيَامَةٍ، لا عَلاَمَاتِ نَقْلٍ أَوْ سَرِقَة. فَمِنْ يَسْرِ التَّرْتِيبِ وَهُدُوءِ المَكَانِ، تَأَكَّدَ أَنَّ الجَسَدَ قَدْ قَامَ، لا أَنَّهُ سُرِقَ. فَآمَنَ. وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ يُوحَنَّا الذَّهَبِيُّ الفَمِ قَائِلًا: "فَمَا الغَرَضُ فِي أَنَّ المِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ؟ أُجِيبُكَ: لِتَعْلَمْ أَنَّ هذَا الفِعْلَ مَا كَانَ فِعْلَ مَنْ كَانَ مُسْرِعًا أَوْ مُضْطَرِبًا. فَمِنْ هذَا الفِعْلِ صَدَّقُوا قِيَامَتَهُ." وَقَدْ حَدَثَتِ المُعْجِزَةُ الكُبْرَى: قِيَامَةُ يَسُوعَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. وَيُضِيفُ القِدِّيسُ كِيرِلُّس الأُورُشَلِيمِيُّ عَن عَلاَمَاتِ القِيَامَةِ قَائِلًا: "كَثِيرُونَ هُم شُهُودُ قِيَامَةِ المُخَلِّصِ: اللَّيْلُ وَضَوْءُ القَمَرِ التَّامّ (لأَنَّهَا كَانَتْ لَيْلَةَ 16 نَيْسَان)، صَخْرَةُ القَبْرِ، وَالحَجَرُ الَّذِي خُتِمَ أَمَامَ اليَهُودِ، لأَنَّهُ رَأَى الرَّبَّ، وَالحَجَرُ الَّذِي دُحْرِجَ عِنْدَئِذٍ (مَتَّى 26: 2) يَشْهَدُ بِالقِيَامَةِ، وَهُوَ لا يَزَالُ قَائِمًا حَتَّى الآن، وَالمَكَانُ نَفْسُهُ الَّذِي يُرَى إِلَى الآن، وَهذِهِ الكَنِيسَةُ المُقَدَّسَةُ (كَنِيسَةُ القِيَامَةِ) الَّتِي بَنَاهَا الإِمْبَرَاطُورُ قُسْطَنْطِينُ عَلَى القَبْرِ المُقَدَّسِ، وَزُيِّنَتْ عَلَى هذَا الشَّكْلِ." وَالجَدِيرُ بِالذِّكْرِ أَنَّ الإِنْجِيلَ لَمْ يُفْصِحْ عَنْ اسْمِ يُوحَنَّا فِي هذِهِ المَقْطُوعَة، لِيَجْعَلَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا مُسْتَعِدًّا لِيَكُونَ ذَاكَ التِّلْمِيذَ الَّذِي يُحِبُّهُ يَسُوعُ، وَيُحِبُّ يَسُوعَ، وَيُؤْمِنُ بِهِ وَبِقِيَامَتِهِ (يُوحَنَّا 19: 26-27). فَعَلَى إِيمَانِ الرُّسُلِ ثَبَتَ إِيمَانُ الكَنِيسَةِ، وَالإِيمَانُ لَيْسَ تَصْدِيقَ الأَشْيَاءِ الَّتِي تُنَاقِضُ العَقْلَ، بَلْ هُوَ فَوْقَ العَقْلِ وَمَا وَرَاءَهُ، كَمَا جَاءَ فِي تَعْلِيمِ الرَّسُولِ إِلَى العِبْرَانِيِّينَ: "فَالإِيمَانُ قِوَامُ الأُمُورِ الَّتِي تُرْجَى، وَبُرْهَانُ الحَقَائِقِ الَّتِي لا تُرَى" (عِبْرَانِيِّينَ 11: 1). |