
24 - 09 - 2025, 02:33 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
أَنكرَ توما ورفَضَ أَن يَثِقَ بِشَهادَةِ الجَماعَةِ الرَّسولِيَّةِ، واشتَرَطَ طَالِبًا بُرهانًا خاصًّا بِهِ.
إِنَّهُ يُريدُ أَن يَختَبِرَ بِنَفسِهِ، ويَطلُبُ أَن يَرى وَيَلمُسَ كَي يُؤمِن. بِتَعبيرٍ آخَر، إِنَّهُ يَفرِضُ على المَسيحِ شُروطَ إيمانِهِ، وكَأَنَّهُ يُملي على اللهِ السَّبيلَ الَّذي يَجبُ أَن يَسلُكَهُ لِيُظهِرَ نَفسَه لَه.
إِنَّهُ يَجهَلُ سُموَّ حُرِّيَّةِ اللهِ المُطلَقَةِ في عَطائِهِ وعَمَلِهِ. فَالتَّسليمُ الكامِلُ للهِ مَطلوبٌ. لِذلِكَ، كانَ واجِبًا عَلَى تُوما الرَّسولِ أَنْ يُخْضِعَ عَقْلَهُ وَحِكْمَتَهُ لِحِكْمَةِ اللهِ، لِيَكْتَشِفَ الرَّبَّ مِن خِلالِ العَلاماتِ الَّتي يُعْطِيهِ إِيَّاها عَنْ حُضُورِهِ وَحُبِّهِ.
وَهٰذا الحُضُورُ هُوَ عَلامَةٌ عَلى أَنَّ رَحْمَةَ الرَّبِّ لا تَزَالُ تَعْمَلُ فِي العالَمِ، وَتَتَجَلَّى فِي لِقاءِ الإِنسَانِ بِالمَسِيحِ القائِمِ، الَّذي يَأتي لِيُرِيَنا جِراحَهُ كَبَيانٍ حَيٍّ لِمَحبَّتِهِ اللامَحدودَة. يَعرِفُ يَسوعُ عَقليَّةَ توما المُتَطَلِّبَةَ لِلشُّروطِ، ولَكِنَّهُ يَعرِفُ أَنَّ قَلبَهُ ظَلَّ صادِقًا مَع نَفسِهِ، ومَع الآخَرينَ.
|