"طوبى لِلَّذينَ يُؤمِنونَ ولَم يَرَوا"، فتشيرُ إلى تَطويبِ يسوعَ مَن يُؤمِنُ دون أن يرى. ويؤكّد ذلك قولُ بطرسَ الرَّسولِ للمسيحيّين: "ذاكَ الَّذي لا تَرَونَه وتُحِبُّونَه، وإلى الآنَ لَم تَرَوه وتُؤمِنونَ بِه، فيَهُزُّكُم فَرَحٌ لا يُوصَفُ مِلؤُهُ المَجْد" (1 بطرس 1: 8).
فالإِيمانُ هو مَبدأُ تلكَ الرِّسالةِ التي يُريدُنا القائمُ مِن بينِ الأمواتِ أن ننطلِقَ نَحوَها. ومَن يَنتظرُ الرُّؤيةَ واللَّمس، لن يَبدأَ أبدًا.
أمّا مَن يُؤمِن، فيَنطلِقُ ليَنقُلَ إلى الآخَرينَ الهِبَةَ المجانيّة والحياةَ ذاتها. "فالإِيمانُ هو بُرهانُ الحَقائِقِ الَّتي لا تُرى" (العِبرانيّين 11: 1).
فالأدلّةُ الحسيّةُ ليست كافيةً للإيمان، إذ إنّ الإيمانَ بعد قيامةِ يسوعَ لا يَستندُ إلى العِيانِ والرؤية، بل إلى شهادةِ الذينَ عاينوه. نُؤمِنُ به عن كلامِ تلاميذه، كما صرّح يسوعُ في صلاته لأجلهم: "يُؤمِنونَ بي عن كلامِهم" (يوحنّا 17: 20).