![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الأسرة والرهن: 6 «لاَ يَسْتَرْهِنْ أَحَدٌ رَحًى أَوْ مِرْدَاتَهَا، لأَنَّهُ إِنَّمَا يَسْتَرْهِنُ حَيَاةً. عدم رهن ضرورات الحياة حتى لا نحطِّم حياة اخوتنا. "لا يسترهن أحد رحى أو مرداتها لأنَّه إنَّما يسترهن حياة" [6]. خلق الله الإنسان وأوجده في الجنَّة يعمل في الأرض (تك 2: 5). فمن يحرم إنسانًا من العمل إنَّما يحرمه من حياته الإنسانيَّة التي وهبه الله إيَّاها. ومن يحرم نفسه من العمل لا يأكل (2 تس 3: 10). لهذا يليق بالدائن ألاَّ يسحب من المدين أدوات عمله، بل على العكس يشجِّعه على العمل لا ليسد الدين فقط، وإنَّما لكي يأكل ويُعطي المحتاجين. وكما يوصينا الرسول بولس حتى بالنسبة للصوص: "لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلًا الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ" (أف 4: 28). كان رهن الرحى أو الجزء العلوي منها حيث يثبت فيه يد خشبية لتحريكه، بدونه يصير الحجر السفلي بلا قيمة، عاديُا، بسبب الفقر المدقع. الرحى هنا هي طاحونة صغيرة يستخدمها شخص، غالبًا ربَّة البيت، لطحن كميَّة من الغلال تكفي لعمل خبزٍ لمدَّة يوم واحد للعائلة. لهذا فمن يسترهن الرحى يحرم الأسرة من الطعام الضروري اليومي ألا وهو الخبز، فيكون قد حرم الأسرة كلها من حق الحياة. ولعلَّه يقصد هنا بالرحى أنَّها خاصة بشخص عمله طحن الغلال للشعب مقابل أجرة. فهو يمنع الشخص من أن يطلب ضمانًا فيه يفقد المقترض إمكانيَّة العمل، كأن يطلب فأس النجار، أو ثوري صاحب المحراث، أو كتاب الدارس. فليس عمل الدائن أن يحطِّم إمكانيَّة المدين بل أن يسنده لكي يعيش ويقتات هو وأسرته. في كل العصور وفي كل الأمم الغنى قوَّة يمكن أن تكون للبنيان أو للهدم. فالغني الذي يراعي أخاه الفقير يستخدم إمكانيَّاته للخير. أمَّا من يحوِّله الغنَى إلى الطغيان واستغلال السلطة يكون كمن يهدم نفسه ويفترس إخوته الفقراء. |
![]() |
|