![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "إذا اتَّخذ رجل امرأة جديدة فلا يخرج في الجند، ولا يُحمل عليه أمر ما. حُرًا يكون في بيته سنة واحدة، ويسر امرأته التي أخذها" [5]. لا يُسمح بالمتزوِّج حديثًا أن يشترك في حرب خلال السنة الأولى من زواجه لعدَّة أسباب منها: أولًا: كما سبق فرأينا سابقًا استبعاد الأشخاص المشغولين بأمور تتملَّك على أفكارهم وقلوبهم ممَّا قد تسبب لهم خوفًا أو جبنًا أثناء المعركة. ثانيًا: حفاظًا على سلامة الأسرة ووحدتها، فالإنسان في السنة الأولى كثيرًا ما يجد مشاكل في حياته الزوجيَّة حيث لم يتعرَّف الطرفان بعد على قبول إرادة الآخر وإدراك مفاهيمه كما يجب، فخروج الرجل للحرب مدَّة طويلة قد يسبب برودة في المحبَّة الزوجيَّة، أو يجد أحدهما ذلك فرصة لعدم العودة إلى الحياة الزوجيَّة. ثالثًا: إذ كان يليق بكل شعب الله أن يكونوا طاهرين، ليس لهم خبرة في العلاقات الجسديَّة قبل الزواج، لهذا عند زواجهم تصير لهم خبرة جديدة يصعب الخلاص منها. فإن استدعى الرجل إلى الجيش يجد صعوبة للحياة بدون علاقة جسديَّة فيسقط في حب أيَّة سيِّدة يلتقي بها أثناء الحرب، خاصة إن غَلب جيشه وأسر بعض النسوة. وأيضًا قد تجد العروس التي تركها عريسها صعوبة أن تسلك بطهارة في هذه الفترة الحرجة. رابعًا: غاية عدم خروج الرجل إلى الحرب ليس الهروب من المعركة، ولا الخوف من الموت، إنَّما يلزمه أن يصنع ما في وسعه لإسعاد زوجته. خامسًا: يعتبر الله السنة الأولى من الزواج "حفل عرس مستمر"، لن يتكرَّر، لهذا يحرص الله بنفسه على الحفاظ عليه وتحصينه، حتى يبقى العروسان في فترة من الفرح والبهجة تسندهما كل أيَّام حياتهما. أنَّها بداية حياة جديدة، يحرص الله أن يرويها بمياه الفرح والسرور، كي يجد الله نفسه راحة فيها. وكأن فرح العروسين هو موضع سرور الله نفسه. سادسًا: هذا الحفل المستمر لمدَّة سنة كاملة له حدوده. فهو ليس بالحفل الذي يبعث روح الكسل وعدم الالتزام، إنَّما هو حفل مؤقَّت يؤسِّس بيتًا مقدَّسا يعمل فيه الرب ويمارس العروسان دورهما بكل جديَّة. فمع أهميَّة حياة الفرح يلزم أن يرتبط الفرح بالحكمة؛ والسعادة بالعمل والالتزام بالمسئوليَّة. سابعًا: كما يليق بالمؤمن أن يعمل لحساب الجماعة، باذلًا حتى حياته من أجلها، يليق بالدولة أيضًا أن تهتم بكل عضوٍ فيها، تهتم بالعروس المتزوَّجة حديثًا، بنفسيَّتها وسعادتها واستقرار بيتها. |
|