![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() حق الجيرة: 24 «إِذَا دَخَلْتَ كَرْمَ صَاحِبِكَ فَكُلْ عِنَبًا حَسَبَ شَهْوَةِ نَفْسِكَ، شَبْعَتَكَ. وَلكِنْ فِي وِعَائِكَ لاَ تَجْعَلْ. 25 إِذَا دَخَلْتَ زَرْعَ صَاحِبِكَ فَاقْطِفْ سَنَابِلَ بِيَدِكَ، وَلكِنْ مِنْجَلًا لاَ تَرْفَعْ عَلَى زَرْعِ صَاحِبِكَ. قانون الجماعة المقدَّسة هو الحب، فليس من حق إنسانٍ أن يعتدي على ممتلكات جاره أو حقله أو كرمه. إن جاع من حقِّه خلال الحب أن يأكل من حقل جاره، دون أن يحمل معه شيئًا، دون إساءة استغلال هذا الحق. "إذا دخلت كرم صاحبك فكل عنبًا حسب شهوة نفسك شبعتك، ولكن في وعائك لا تحمل. إذا دخلت زرع صاحبك فاقطف سنابل بيدك، ولكن منجلًا لا ترفع على زرع صاحبك" [24-25]. كانت الكروم والحقول في فلسطين مفتوحة للمشاة، وكان الثمر كثيرًا حتى يقدر من يريد أن يأكل ما يشاء. هذا القانون تلتزم به بعض القبائل البدائيَّة، فمن حق أي عابر أن يميل على حقل ويأكل ويشبع دون أن يأخذ معه شيئًا. كما تلتزم به جماعات متمدِّنة كثيرة، فالعاملون في مصانع أطعمة أو شراب ما من حقِّهم أن يأكلوا أو يشربوا ممَّا في المصانع، لكن ليس من حقِّهم أن يحملوا شيئًا منه خارج المصانع. هذا وقد اشتهرت كنعان بفيض غلاَّتها وكرومها لهذا مهما أكل أو شرب الجار لن يمثِّل ذلك شيئًا بالنسبة للفيض الذي يقدِّمه الله لأصحاب الكروم والحقول. عندما جاع التلاميذ ابتدأوا يقطفون سنابل ويأكلون، وإذ لاحظ الفرِّيسيُّون ذلك قالوا السيِّد المسيح: "هُوَذَا تَلاَمِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!" (مت 12: 2؛ لو 6: 2). لم ينتقدوهم لأنَّهم أخذوا سنابل من الحقل، فهذا حق وهبته الشريعة للكل، لكنَّهم انتقدوهم لأنَّهم قاموا بالقطف فحسبوه حصادًا، وفركوه بأيديهم فحسبوه عملًا ممنوعًا في يوم السبت! يرى اليهود أن هذه الشريعة قُدِّمت لفئتين: للعاملين في الحقول، فإنَّهم إذ يعملون من حقِّهم أن يشبعوا ويرتووا ممَّا هو بين أيديهم، وفئة المسافرين الفقراء حتى لا يخوروا في الطريق. تحمل هذه الشريعة مبدأ هامًا وهو مع تدقيق الإنسان في حياته الروحيَّة يجب أن يتساهل مع إخوته في الأمور الماديَّة التي لا تستحق الانشغال بها، خاصة إن كان الأخ (أو الأخت) يمارس ذلك عن عوز وقدر احتياجه دون إساءة استخدام هذه المحبَّة وتلك البساطة. تقدِّم هذه الشريعة أيضًا فرصة ليكون الإنسان سخيًا مع أخيه فيتركه في حقله أو كرمه يأكل أو يشرب بغير حدود، سوى ألاَّ يأخذ معه شيئًا أو يستغل وجوده في الحقل، فيضرب بمنجله السنابل ثم يترك ما جمعه يتبدَّد في الحقل. ففي الوقت الذي فيه تطلب الشريعة حبنا لقريبنا، تطلب من الغريب الالتزام وعدم إساءة حق الصداقة أو الجيرة فيعرف حدود ما يناله. |
|