تطالبنا الشريعة أن نرد ثوب أخينا المفقود منه لكي يستر به جسده، فكم بالأحرى يليق بنا أن نرد له سمعته وكرامته التي تستر على شخصه وكيانه الإنساني. فمن يستطيب الاستماع إلى مذمَّة أخيه يكون كمن لا يرد ما هو مفقود لأخيه، يتركه عاريًا لا من ثياب ماديَّة بل من كرامته السماويَّة.
مسيحيَّتنا دعوة لا لنغلق أعيننا ونهرب ونتطلَّع بمنظار ضيِّق، قائلين هذا يمسُّني وذاك يمس أخي، إنَّما هي دعوة للعمل بروح الحب واتِّساع القلب والوحدة، لحساب كل البشريَّة والاهتمام بحقوقهم وبنيانهم. وكما يقول الرسول بولس: "لا يطلب أحد ما هو لنفسه، بل كل واحدٍ ما هو للآخر" (1 كو 10: 24).