![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "ولكن لا يكثر له الخيل، ولا يرد الشعب إلى مصر لكي يكثر الخيل، والرب قد قال لكم: لا تعودوا ترجعون في هذه الطريق أيضًا" [16]. لم يُمنع الملك من أن يركب خيلًا، وإن كان ملك الملوك في تواضعه دخل أورشليم راكبًا على أتان وجحش ابن أتان. لقد مُنع من المبالغة في استخدام الخيول كنوعٍ من المجد الباطل، أو لأنَّه مع كثرة الخيل يعطي أناسًا غير مستحقِّين للكرامة أن يستغلُّوا موقعهم في القصر الملكي، قيل: "قد رأيت عبيدًا على الخيل، ورؤساء ماشين على الأرض كالعبيد" (جا 10: 7). يخشى الله على الملك من أن يعتز بقوَّته الذاتيَّة وإمكانيَّاته العسكريَّة، إذ قيل: "هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل، أمَّا نحن فباسم الرب إلهنا نذكر" (مز 20: 7). كما قيل: "لن يخلص الملك بكثرة الجيش. الجبَّار لا يُنقذ بعظم القوَّة. باطل هو الفرس لأجل الخلاص وبشدَّة قوَّته لا ينجي" (مز 33: 16-17). "لا يخلِّصنا أشور، لا نركب على الخيل" (هو 14: 3). كانت مصر هي مصدر التصدير للخيول إلى كنعان (1 مل 10: 28-29)، فلم يرد لهم اقتناء خيول كثيرة حتى لا يدخلوا في معاملات تجاريَّة مع مصر بطريقة مبالغ فيها ممَّا يدفعهم إلى الحنين إلى آلهة المصريِّين مثل عجل أبيس ![]() ![]() ![]() ![]() يلتزم الملك أن يثق في الرب ويسلك حسب وصايا العهد [18-20]. يليق به أن يُدرك أنَّه بدوره خاضع للملك السماوي. لا يظن الملك أنَّه فوق القانون أو الشريعة الإلهيَّة، ولا في عينيّ الله أعظم من الخاضعين له. أمَّا من جهة الشهوات الجسديَّة فقيل عن الملك: "ولا يكثر له نساء لئلاَّ يزيغ قلبه" [17]. هذا ما سقط فيه سليمان الحكيم: "وأحبَّ الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون، موآبيات وعمونيَّات وأدوميَّات وصيدونيَّات وحثِّيَّات... فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبَّة... فأمالت نساؤه قلبه. وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه" (1 مل 11: 1-6). حذَّر الملك من محبَّة الغنى: "وفضَّة وذهبًا لا يكثر له كثيرًا" [17]. فإن محبَّة المال تدفع الملك إلى الضغط على الشعب لأجل نفعه الخاص. يبدو أن سليمان الحكيم سقط في هذا الضعف (1 مل 12: 4). محبَّة المال تجعل الملك يثق في إمكانيَّاته وقدراته لا على ذراع الرب، قيل: "لا تتَّكلوا على الظلم، ولا تصيروا باطلًا في الخطف؛ إن زاد الغنى فلا تضعوا عليه قلبًا" (مز 62: 10). لقد جمع داود النبي ذهبًا وفضَّة (1 أي 29: 4)، لكن لم يجمعهما لنفسه بل لخدمة الله، ولخدمة شعب الله وليس لخدمة أسرته الخاصة. |
|