في كتابه "عن الكهنوت" يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:
[هؤلاء الذين ينتمون إلى المسيح يدمرون ملكوته أكثر من الأعداء والمقاومين له، وذلك باختيارهم غير المستحقِّين للخدمة].
[لا يكفي أن يعتذروا عمَّن اختاروه بعدم معرفتهم له. لأن عذرهم هذا يزيد من مسئوليَّتهم، إذ ما حسبوه مبرَّرًا لهم يزيد مسئوليَّتهم.
أليسوا إن أرادوا شراء عبدٍ يقدِّمونه أولًا إلى الطبيب لكي يفحصه، ويطلبون من البائع ضمانات ويستعلمون عنه من جيرانه، وبعد هذا كلُّه لا يتجاسرون على شرائه بل يطلبون فرصة ليكون العبد تحت الاختبار؟! ومع هذا فإن مَنْ يقدِّم شخصًا إلى وظيفة عظيمة كهذه، يقدِّم شهادته وتزكيته باستهتار دون اعتناء أو تدقيق، إنَّما لمجرَّد تلبية رغبة البعض؟! من إذًا يتوسَّط لنا في ذلك اليوم، إن كان الذين يدافعون عنَّا هم أنفسهم في احتياج إلى من يدافع عنهم؟!
فمن يُختار، يلزمه أن يُفحص بتدقيق لأنَّه إن كان قد تحرَّى عنه وعرف عدم استحقاقه، ومع ذلك اختاره، فإن أي اتهام ضدّ المُختار يتحمَّل من اختاره العقوبة مع المختار، بل وتكون عقوبة الأول أشد].