
09 - 08 - 2025, 02:00 PM
|
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
قِصَّةٌ وَاقِعِيَّةٌ أولى مِنْ وَحْيِ صَلَاةِ "أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ"
بعدَ رِسَامَتِهِ الكَهَنُوتِيَّةِ فِي إِحْدَى مُدُنِ فَرَنْسَا، أَقَامَ ذَلِكَ الكَاهِنُ الشَّابُّ قُدَّاسَهُ الأَوَّلَ، وَهُوَ مُمْتَلِئٌ فَرَحًا وَرَهْبَةً، يُقَدِّمُ شُكْرَهُ لِلهِ، وَيَبْسُطُ يَدَيْهِ عَلَى الشَّعْبِ مُصَلِّيًا "أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ".
بَعْدَ القُدَّاسِ، تَقَدَّمَتْ مِنْهُ سَيِّدَةٌ مُسِنَّةٌ، وَفِي عَيْنَيْهَا دُمُوعٌ صَامِتَةٌ تَتَلَأْلَأُ بِنُورٍ غَرِيبٍ.
قالت له: "يَا أَبِي، هَذِهِ أَوَّلُ مَرَّةٍ، مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، أُكَمِّلُ فِيهَا صَلَاةَ 'أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ' حَتَّى النِّهَايَةِ".
تَعَجَّبَ الكَاهِنُ وَسَأَلَهَا بِهُدُوءٍ: "لِمَاذَا؟"
فأجابت بصوتٍ مُتهدّج: "أَمَامَ عَيْنَيَّ، قَتَلَ الأَلْمَانُ ٱبْنِي، وَمُنْذُ ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ، عَجَزْتُ عَنِ ٱلْمُضِيِّ فِي ٱلصَّلَاةِ... عِنْدَ ٱلْكَلِمَاتِ: «ٱغْفِرْ لَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ». كَانَ قَلْبِي يَخْتَنِقُ...
أَمَّا ٱلْيَوْمَ، فَفِي هَذَا ٱلْقُدَّاسِ، شَعَرْتُ أَنَّ ٱلرَّبَّ يُنَادِينِي بِلُطْفٍ: "هَلُمِّي، ٱغْفِرِي لِيَكُونَ لَكِ ٱلسَّلَامُ". فَغَفَرْتُ، وَصَلَّيْتُ أَخِيرًا كَامِلَةً: 'وَٱغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ. وَٱنْهَمَرَ ٱلسَّلَامُ عَلَيَّ كَنَهْرٍ.
إنها صلاةٌ بسيطة، تُتْلَى فِي كُلِّ قُدَّاسٍ وَكُلِّ لِسَان، وَلَكِنَّهَا، بِقُوَّةِ ٱلرُّوحِ، تَسْتَطِيعُ أَنْ تَفُكَّ أَصْعَبَ قُيُودِ ٱلْكُرْهِ وَٱلْجُرْحِ، وَتُقِيمَ مَنْ سَقَطُوا فِي أَعْمَاقِ ٱلْحُزْنِ. "أَبَانَا" هِيَ صَلَاةُ ٱلْمُصَالَحَةِ الَّتِي تَبْدَأُ بِٱلثِّقَةِ وَتَنْتَهِي بِٱلسَّلَامِ.
|