الموت الروحي آتى إلى الأرض أولا ثم اظهر نفسه في الجسد المادي بان دمره. فالموت الجسدي ليس سوى إظهار للناموس الذي يعمل فينا الذي يسميه بولس, " ناموس الخطية والموت"
( رومية 8 : 2 ) .
عندما قال الله لادم, "000 لأَنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا حَتْماً تَمُوت" ( تكوين 2 : 17 ), فانه لم يكن يشير إلى الموت الجسدي بل إلى الموت الروحي. ولو لم يمت الإنسان روحيا لما مات جسديا.
الموت الروحي معناه الانفصال عن الله. ففي اللحظة التي اخطا فيها أدم فانه انفصل عن الله. وعندما نزل الله إلى جنة عدن عند هبوب ريح النهار كما كانت عادته أن يمشى ويتحدث مع أدم , "فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟» (10)فَأَجَابَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَاخْتَبَأْتُ خِشْيَةً مِنْكَ لأَنِّي عُرْيَانٌ" ( تكوين 3 : 10 ) لقد انفصل أدم عن الله.
والإنسان الآن متحد مع الشيطان. انه خارج على القانون, منبوذ ومطرود من جنة عدن وليس له حق شرعي في الاقتراب من الله. لم يعد يستجيب لنداء الله. انه يستجيب فقط لطبيعته الجديدة. الإنسان اصبح اكثر من خاطئ قد كسر قانون الله. اصبح الإنسان روحيا ابنا للشيطان ويشترك في طبيعة أبيه. وهذا يفسر لماذا لا يستطيع الإنسان أن يخلص عن طريق السلوك القويم. لابد أن يولد ثانية. لو لم يكن الإنسان ابنا للشيطان لاستطاع أن يكون على ما يرام بان يسلك السلوك الصحيح. ولكنه حتى لو سلك السلوك الصحيح, فانه لا يزال ابنا للشيطان, وسوف يذهب إلى جهنم عندما يموت – إلى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت, التي هي الموت الثاني.