العالم يعطي ضحكًا يعقبه البكاء
رجل أعمال مشهور، لم يتجاوز الأربعين من عمره، ناجح وواسع الثراء، من أسرة عريقة في المجتمع. يملك كل أسباب الحياة الرغدة وكل أسباب المتعة الدنيوية بأنواعها. أُصيب بهوس وجنون البحث عن الفنانات والمطربات والزواج منهن، ثم طلاقهن بعد ذلك. وفي ليلة ليلاء، في شقته الفاخرة في أحد أحياء القاهرة الراقية، اجتمع رباعي الفساد والضياع في مشهد واحد: المال والخمر والنساء والسلاح، فكان ما كان: ارتكب مجزرة أطلق فيها 86 رصاصة من مدفعه الرشاش على زوجته المطربة المعروفة، ومدير أعماله وزوجته. ثم أطلق رصاصة من مسدسه على نفسه، وضعت خاتمة مأساوية لحياة حافلة ومليئة بالمهازل والاستهتار، بالإسراف والسفه، بالزواج والطلاق.
عرفت القصة، ويومها تذكّرت «لامك بن متوشائيل من نسل قايين» (تكوين4: 17- 24) الذي كان رجلاً عنيفًا عاتيًا، حاول أن يدلِّل على حقيقة اسمه «لامك»، الذي معناه “شاب قوي”، بكونه رجلاً مزواجًا وقاتلاً في آن معًا، متفاخرًا بقوته الجسدية وبشراسته في حديثه لامرأتيه.
أحبائي.. «لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم» هذا هو تحذير الروح القدس (1يوحنا2: 15). العالم يُعطي أحسن ما عنده أولاً، ثم تكون العاقبة مُحزنة، العالم يعطي ضحكًا يعقبه البكاء، وفرحًا ينتهي بحزن، ومسرات آخرها آلام، وآمالاً برّاقة تنتهي بيأس وخيبة. أما الرب يسوع المسيح فيعطي عطايا جيدة في الأول تزداد مع الزمن، يعطي لذَّات تزداد حلاوتها بالاختبار، وأفراحًا تصير أعمق وأغزر مع السنين. ورجاءً يزداد لمعانًا إلى أن يتحقق إلى الأبد... ينابيع العالم تجف سريعًا أما ينابيع المسيح فلن تنضب...
فأقبِل إليه قبل فوات الأوان. أقبِل إلى ذاك الذي يستطيع أن يروي النفس ريًّا كاملاً وإلى الأبد.