![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مسح داود ملكًا: 1 وَجَاءَ جَمِيعُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ، إِلَى حَبْرُونَ، وَتَكَلَّمُوا قَائِلِينَ: «هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. 2 وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ، حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكًا عَلَيْنَا، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيسًا عَلَى إِسْرَائِيلَ». 3 وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَلِكِ، إِلَى حَبْرُونَ، فَقَطَعَ الْمَلِكُ دَاوُدُ مَعَهُمْ عَهْدًا فِي حَبْرُونَ أَمَامَ الرَّبِّ. وَمَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. 4 كَانَ دَاوُدُ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. 5 فِي حَبْرُونَ مَلَكَ عَلَى يَهُوذَا سَبْعَ سِنِينٍ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. وَفِي أُورُشَلِيمَ مَلَكَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. هذه هي المرة الثالثة التي فيها مُسح داود ملكًا حيث خضع الكل له. لقد حان الوقت لتوليه المُلك باختيار له وإجماع الشعب عليه. جاء إليه الشيوخ: "هوذا عظمك ولحملك نحن. ومنذ أمس وما قبله حين كان شاول ملكًا علينا قد كنت أنت تُخرج وتُدخل إسرائيل، وقد قال لك الرب: أنت ترعى شعبي إسرائيل وأنت تكون رئيسًا على إسرائيل" [1-2]. لقد تدرب داود على الجهاد والحب، عرف كيف يقاوم حسد شاول بسماحةٍ في أدب ورقة، وكيف يقابل موت شاول وأبنير وايشبوشث بغير شماتة إنما بنبل وحب يرثيهم وينتقم لكل دم بريء. قَبِل مشورة أبيجابل الحكيمة بفرح عندما طلبت منه ألا ينتقم لنفسه إذ ينتظر الكل منه أن يعطي ويبذل لا أن يطلب ما لنفسه... بهذه الروح التي عاشها لسنوات طويلة وخبرات متلاحقة في الرب قابل الشيوخ في حبرون بمحبة، دون أن يعاتبهم بكلمة أو يحمل مشاعر ضيق تجاههم. لم يقل لهم: "ما دُمت من عظمكم ولحمكم، ما دُمت كنت سبب غلبة لإسرائيل، وما دام الله أقامني راعيًا ورئيسًا، فلماذا طاردتموني طوال هذه السنين ولم تدافعوا عني أمام شاول المرفوض، ولماذا بقيتم بلا ملك أكثر من خمس سنوات حتى ملّك أبنير ايشبوشث عليكم وتجاهلتم وجودي في حبرون؟!" لقد كان داود رمزًا للملك الحقيقي رب المجد يسوع، الذي مُسح أزليًا ليملك، لكنه جاء في ملء الزمان يسلك طريق الصليب في اتضاع، صالحنا ونحن بعد أعداء (رو 5: 10) دون أن يجرح مشاعرنا بسبب جحودنا السابق أو مقاومتنا له. إنه في رقة الحب الحقيقي يقرع باب القلب ليدخل ويملك إن فتحنا له بكامل حريتنا دون قهر أو إلزام من جانبه علينا! أخيرًا أدرك الشيوخ من هو داود وعلاقتهم به، قائلين: "هوذا عظمك ولحمك نحن". ونحن أيضًا نعتز بعلاقتنا بابن داود مرددين كلمات الرسول بولس: "لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ" (أف 5: 30)، "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح...؟!" (1 كو 6: 15)، "وأما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفرادًا" (1 كو 12: 27). جاء كلمة الله متجسدًا ليملك لا بالسلطة والإلزام، إنما بملكه فينا ليقيمنا جسده المقدس، فنصير أعضاءً فيه نحمل شركة طبيعته. |
![]() |
|