فَقَالَ الرَّبُّ: إِنِّي أَنْزِعُ يَهُوذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِي كَمَا نَزَعْتُ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْفُضُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا أُورُشَلِيمَ، وَالْبَيْتَ الَّذِي قُلْتُ يَكُونُ اسْمِي فِيهِ. [27]
قد يتساءل البعض: كيف يرفض الله المدينة التي اختارها الله لنفسه، وأقام بيته فيها؟ ألم يقم يوشيا بكل هذه الإصلاحات الجبارة، مع إطاعة القادة والشعب في كل ما أمر به؟
لقد مزق يوشيا ثيابه عند سماعه كلام سفر الشريعة (2 مل 22: 11)، وأقام هذا الاجتماع الشعبي العظيم، واحتفل بعيد الفصح الذي كاد الشعب أن ينساه، وأزال العبادة الوثنية ورجاساتها لا في بيت الرب وحده، بل وفي كل المدينة وفي أرجاء المملكة كلها، بل وبلغ أثره حتى على مملكة إسرائيل التي انهارت بسببها بواسطة أشور، لكن هذا كله تم في طاعة للملك الصالح وليس في توبة ورجوع إلى الله. غالبًا ما أُعجب الكثيرون إن لم يكن الكل بالملك، لكن لا يُطلَب مجرد الإعجاب بالملك التقي، ولا الطاعة لأوامره الصادقة، إنما يُطلَب صدق نقاوة قلب الشعب والتصاقه بالرب. لهذا لم يرجع الله عن حمو غضبه.