يقول العلامة أوريجينوس: [مَن الذي يسمع أفضل لكلام العهد الذي أمر الله به الآباء؟ هل الذين يؤمنون به، أم الذين -بحسب الأدلة الموجودة عندنا- لا يؤمنون حتى بموسى حيث أنهم لم يؤمنوا بالرب؟ يقول لهم المخلص: [لو كنتم آمنتم بموسى لآمنتم بي أنا أيضًا، لأنه تكلم عني في كتبه، ولكن إن كنتم لا تؤمنون بكتاباته، فكيف تؤمنون بكلامي](*). إذًا لم يؤمن هؤلاء الناس بموسى، أما نحن، فبإيماننا بالسيد المسيح، نؤمن أيضًا بالعهد الذي أُقيم بواسطة موسى، أي "العهد الذي أمرت به آباءكم".]
لم يظهر هنا أن الرب تكلم أو وعد شعبه بشيءٍ جديدٍ، بل كان الحديث كله من جانب الشعب وكان عهدهم أن يرجعوا إلى الله، ويحفظوا الشريعة التي أهملوها، فلم يكن العهد مع الرب، بل أمام الرب .
كيف نجلب شعب الله للتجديد؟ بالاستماع إلى كلمة الله، وتعلمها. لقد جمع يوشيا الشيوخ والشعب لسماع كلمة الله، فالكل قادة وشعبًا في حاجة أن يعيشوا خلال إعلان الله.
v يبدو أن العهود واستلام الناموس هما ذات الشيء، لكنني أظن أنه يوجد فارق بينهما. فالناموس أُعطي مرة واحدة بواسطة موسى، وأن العهد أُعطي مرارًا [مثل (تك 9: 8–17؛ 15: 18؛ 2 صم 23: 5) إلخ.]. ففي كل مرة يخطئ الشعب يُطرَح، ويفقدون الميراث. وفي كل مرة يستعطفون الله يدعوهم مرة أخرى لميراث ممتلكاتهم. إنه يُجَدِّد العهود، ويُعلِن أنهم ورثة مرة أخرى.