إنّ يسوع وحده كان باستطاعته أن يقول بحق" أبي" لأنه هو حقاً ابن الله الوحيد، ومن جوهر الآب عينه. ونحن جميعاً، خلافا لذلك، يجب أن نقول "أبانا". ان كلمة "نحن" وحدها، الخاصة بالتلاميذ تجيز لنا أن نسمّي الله الآب، لأننا فقط عبر اشتراكنا مع يسوع المسيح، نصبح "أبناء الله".وهكذا فان هذه كلمة "نحن" تستجوبنا: فهي تقضي علينا بأن نخرج من سياج "الأنا" وتقضي علينا بأن ندخل في مجموعة سائر أبناء الله، وتقضي علينا بأن نتخلّى عن كلّ ما هو خاص بنا، ويفصلنا عن سوانا. وتقضي علينا بأن نقبل سوانا، الآخرين، وأن نفتح لهم أذننا وقلبنا. ومع لفظة نا من الأبانا، نعلن انضمامنا الى الكنيسة الحيّة، التي أراد الربّ أن يجمع فيها عائلته الجديدة. وهكذا، إن الأبانا هي معاً صلاة شخصيّة وكنسيّة. وعندما نقول الأبانا، يصلّي كلّ منّا من كل قلبه، ولكننا نصلّي في الوقت عينه بالاشتراك مع عائلة الله، مع الأحياء والأموات، مع الرجل في الحالات الاجتماعيّة والثقافات، وجميع الأجناس والأعراق. ان الأبانا تجعل منا عائلة فوق جميع الحدود.