![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() عندما يعلّم الرب أنه يجب اكتشاف طبيعة الله الآب، انطلاقا من محبة الأعداء، وانه يجب ان يجد المؤمن في ذلك " كماله"، لكي يصبح هو ذاته "الابن"، اذذاك تكون العلاقة بين الآب والابن واضحة. وواضح عندئذ أنه، في انعكاس صورة يسوع، نكتشف من هو الله وكيف هو: بواسطة الابن، نجد الآب."من رآني، رأى الآب"، قال يسوع في العشاء لفيليبوس الذي سأل: أرنا الآب. يا رب، أرنا الآب، لا نفتأ نردّد على مسامع يسوع، والجواب هو أيضاً ودائماً الابن. به، وفقط به، نتعلّم أن نعرف الآب. وهكذا ينكشف مدى الأبوّة الحقيقية ومثالها. ولا تعكس الأبانا صورة بشريّة على السماء، ولكنها تظهر لنا انطلاقا من السماء- انطلاقا من يسوع- كيف علينا وكيف بمقدورنا أن نصبح رجالاً. وباستطاعتنا الآن، مع ذلك، عندما ننظر عن كثب، أن نتأكّد أن أبوّة الله، انطلاقا من رسالة يسوع، تحتوي على بعدين. أولاً، أن الله هو أبونا بما أنه خالقنا. ولأنه خلقنا، فنحن خاصته. فالكيان بوصفه كياناً، يأتي منه. فهو اذن حسن، وهو مشاركة في الله. وهذا يصحّ خاصة على الانسان. ان الفقرة 15 من مزمور 33 (32) تقول في ترجمتها اللاتينية: "هو جابل قلوبهم جميعا، وعالم بأعمالهم كلّها". ان الفكرة التي تقول بأن الله خلق كل فرد، هي جزء من صورة الانسان التي نجدها في التوراة. كلّ انسان بمفرده وكما هو، قد أراده الله. وهو يعرف كلا شخصياً. والكائن البشريّ، بهذا المعنى، وبقوّة الخلق، ان الكائن البشر بصورة خاصة، هو "ابن" الله، والله هو أبوه الحقيقي. والقول ان الانسان هو على صورة الله انما هي طريقة أخرى للتعبير عن هذه الفكرة. |
|