منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 05 - 2025, 11:51 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,328,932

تسرَّبت الخطية وتتسرب إلى البشر بالوراثة


نتائج ولادة البشر بالخطية:

تسرَّبت الخطية وتتسرب إلى البشر بالوراثة. وبما أن قانون الوراثة قانون عام تخضع له جميع الكائنات الحية، فمن البديهي أن الخطية تسربت إلى كل البشر، فصاروا جميعاً خطاة بأفعالهم كما وُلدوا خطاة بطبيعتهم. ولذلك قال الوحي: ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم (فهماً روحياً) . ليس من يطلب اللّه. الجميع زاغوا وفسدوا معاً، ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد.. لأنه لا فرق، إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد اللّه (رومية 3: 10-12 و22 و23) . وقال داود النبي للّه: لا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبرر قدامك حي (مزمور 143: 2) . وقد اعتاد الناس أن يفرِّقوا بين إنسان وآخر، فيقولون مثلاً: إن هذا الإنسان أفضل من ذاك. لكن ليس هذا هو الحال في نظر اللّه، لأنه ليس هناك واحد من البشر لم يفعل خطية واحدة في حياته. ومن يفعل خطية واحدة، يكون خاطئاً لا باراً.

الاعتراضات التي توجه ضد الحقائق السابقة والرد عليها:

1 - أليس للبيئة تأثير عظيم على الإنسان؟

الرد: طبعاً لها تأثير عظيم عليه، فإن كانت البيئة شريرة ساعدت على نمو الخطية واستفحال أمرها في الإنسان. وإن كانت صالحة حدَّت من نشاط الخطية لديه. لكن لا تقدر البيئة الصالحة أن تستأصل الميل إلى الخطية من الإنسان، أو تمنع تسرُّب هذا الميل إليه، بدليل أن الخطية توجد في أرقى البيئات، كما توجد في أدناها سواء بسواء.

2 - ليس كل أبناء الأشرار يرتكبون شروراً مثل آبائهم، فكيف يُقال إن كل البشر يولدون خطاة بالطبيعة لأن آدم، الذي وُلد منه أجدادهم منذ آلاف السنين، قد أخطأ مرة؟ى.

الرد: وإن كان بعض أبناء الأشرار لا يرتكبون شروراً مثل آبائهم، لكن ليس هناك واحد منهم لم يخطئ على الإطلاق، لذلك يكونون جميعاً خطاة. ويرجع السبب في وجود الخطية في البشر عامة إلى تناسلهم من آدم الذي هو أبوهم جميعاً كما ذكرنا. ولا غرابة في ذلك فإن خطيته لم تكن إصابة في جسده حتى كانت لا تنتقل إلى أبنائه، بل كانت إصابة في نفسه. كما أن هذه الإصابة لم تكن إصابة هيّنة، فقد غيّرت اتجاه نفسه تغييراً تاماً، فبعد أن كانت نفسه في براءتها لا تحب إلا خالقها ولا تعمل إلا ما يريده، أصبحت تتوارى من حضرته وتعمل ما نهاها عنه. ومثل هذه الإصابة تنتقل طبعاً من الأب إلى أبنائه، كما تنتقل العلل النفسية الخطيرة تماماً.

3 - كيف يكون كل البشر خطاة، ونحن نرى بينهم كثيرين من الصالحين؟.

الرد: الصلاح بمعنى عدم ارتكاب خطية بالقول أو الفكر، مع القيام بكل أعمال الخير لكل الأصدقاء والأعداء على السواء، دون انتظار لأي جزاء أو ثواب، ليس له وجود في البشر. ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو اللّه (لوقا 18: 19) . أما أفضل البشر فهم أشخاص يقومون بخير أكثر من غيرهم ويخطئون أقل من غيرهم. فالفرق بين البشر من جهة الخطية هو فرق نسبي فحسب، لأنهم جميعاً خطاة بطبيعتهم وخطاة أيضاً بأعمالهم، سواء كثُرت هذه الأعمال أم قلَّت. وأوضح دليل على ذلك أن نوحاً (تكوين 9: 21) وإبراهيم (تكوين 12: 12 و13) وأيوب (أيوب 42: 2) وموسى (العدد 20: 6-11) وداود (مزمور 51: 1) وإشعياء (إشعياء 6: 5) وزكريا (لوقا 1: 20) وبطرس (لوقا 22: 61) ، وبولس (أعمال 23: 3) ، وغيرهم من الرسل والأنبياء أخطأوا مثل غيرهم من الناس. أما العصمة المسندة إلى الرسل والأنبياء في المسيحية، فهي فقط في تبليغهم للرسائل التي كان اللّه يُوحي بها إليهم، لأنهم كانوا عند تبليغها يقعون تحت سلطانه المطلق، فلم يضيفوا إليها كلمة أو يحذفوا منها أخرى. ولذلك قيل بالوحي: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة (من شريعته) (متى 5: 18) . أما قول الوحي عن نوح إنه كان رجلاً باراً وكاملاً في أجياله (تكوين 6: 9) ، وعن أيوب إنه كان رجلاً كاملاً ومستقيماً يتقي اللّه ويحيد عن الشر (أيوب 1: 1) ، وعن زكريا وامرأته إنهما كانا بارين (لوقا 1: 6) ، فلا يُراد به أنهم لم يفعلوا خطية طوال حياتهم، بل أنهم كانوا يهابون اللّه ويحاولون جهد الطاقة أن ينفذوا وصاياه، كما كانوا يسرعون إلى تقديم الذبائح الكفارية له عن كل خطية يفعلونها، كما سيتضح بالتفصيل في الباب الثالث من هذا الكتاب.

4 - إذا كان كل الناس خطاة، أفليس أقلهم خطأ يمكن أن يكون مقبولاً لدى اللّه؟.

الرد: لنفرض أن طبيعة عمل ما تتطلب من الراغبين في الالتحاق به أن يكون مقياس نظرهم كاملاً، لكن بفحصهم وُجد أن نظر فريق منهم هو الثلثان، ونظر فريق آخر هو النصف، فهل يجوز للفريق الأول أن يطالب بأحقيته في الالتحاق بهذا العمل دون الثاني؟ طبعاً كلا. لماذا؟ لأن مقياس النظر الذي يتطلبه العمل المذكور هو الكمال. وهكذا الحال من جهة الكليات الجامعية، فإذا اشترطت أشهرها في طالب اللحاق بها أن يكون حاصلاً على 90% أو أكثر من مجموع الدرجات، فإن مَنْ كان مجموعه 89% يتساوى مع من كان مجموعه أقل من هذه النسبة بقليل أو كثير، لأن كليهما لا يُقبَل في هذه الكلية. وعلى هذا النسق نقول: بما أن اقترابنا إلى اللّه لا يتوقف على مستوانا الروحي في نظرنا أو نظر الناس، بل على هذا المستوى في نظر الله. وبما أن اللّه كامل، ولا يتوافق مع الكامل إلا الكمال، إذاً ليس بيننا بكل أسف شخص، مهما قلَّت خطاياه، يستطيع أن يحظى في ذاته بالقبول لدى اللّه. هذه هي الحقيقة التي يجب أن نضعها أمامنا من الآن، حتى يتضح لنا السبيل الإلهي.

5 - ءقول المسيحية إن الطبيعة الخاطئة انتقلت إلى البشر بالوراثة، يجعلهم غير مسئولين عن الخطايا التي تصدر منهم، وهذا ما لا يتفق مع الحق.

الرد: تقول المسيحية إن الطبيعة الخاطئة انتقلت إلى البشر بالوراثة. وهي تعلن أنهم يخطئون، ليس رغماً عنهم (مدفوعين في ذلك بغرائزهم وحدها كما هو الحال مع الحيوان) بل إنهم يخطئون بإرادتهم نتيجة موافقتهم على تلبية رغبات هذه الغرائز. فهم مسئولون عن كل خطية يرتكبونها، لأن المسئولية لا تُرفع إلا عن الأطفال والمجانين. ولذلك قال الوحي إن كل واحد منا سيعطي عن نفسه حساباً للّه (رومية 14: 12) ، كما قال إن اللّه سيحضر كل عمل من أعمال الناس إلى الدينونة، سواء كان خفياً أم ظاهراً (جامعة 12: 14) . فليس هناك مجال أمام إنسان للاعتذار عن خطاياه بدعوى ضعف الإِرادة، لأنه لو أتى ضعيف الإِرادة بإخلاص إلى اللّه، لأعطاه اللّه طبيعة روحية جديدة تسمو به فوق أهواء الجسد سمواً عظيماً، كما سيتضح في الباب السادس من هذا الكتاب.

6 - هل من العدالة أن يُضار البشر جميعاً بسبب خطية ارتكبها آدم وحده؟.

الرد: الحقائق الراهنة أثبت من منطقنا نحن البشر، لأن إدراكنا ليس كاملاً في كل الأمور. ومن هذه الحقائق مثلاً، أن بعض الأبناء البررة يرثون من آبائهم العلل والعاهات التي تقشعر منها النفس. وإذا حاولنا أن نحكِّم عقولنا في أسباب انتقالها إليهم نقف مكتوفي الأيدي. وهذا ما يواجهنا تماماً في حالة آدم وانحدار الطبيعة الخاطئة منه إلينا جميعاً، فآدم بحكم مركزه هو أبونا والنائب عنا جميعاً، وهذه حقيقة لا يستطيع المنطق أن ينكرها، سواء كانت معقولة عند بعض الناس أم غير معقولة. وهو بطبيعة مركزه هذا لا يمكن إلا أن تعود نتائج خطيته علينا دون أن يكون لنا يد في ارتكابها، مثله في ذلك مثل الآباء الذين تعود نتائج فجورهم وشرورهم على أبنائهم البررة. فلا سبيل للاعتراض على اشتراكنا في نتائج خطية آدم. ومع ذلك لا داعي لليأس أو الاعتراض، فقد تداخلت نعمة اللّه الغنية في أمرنا، ففتحت لنا جميعاً باب الخلاص من الخطية ونتائجها مجاناً، كما يتضح من البابين الرابع والخامس من هذا الكتاب.

7 - لماذا لم يخلق اللّه إنساناً كاملاً من أول الأمر، فكان يجنّب ذريته نتائج الخطية المريعة؟ .

الرد: خلق اللّه آدم في أحسن تقويم وفي غاية البراءة، دون أن يكون فيه ميل إلى العصيان. ولو كان اللّه قد خلق أي إنسان آخر عوضاً عن آدم لكان قد ارتكب ما ارتكبه آدم، ولأصبح نسله خطاة مثله أيضاً. ولكن الله أعلن لنا في كتابه أنه كما انتقلت الطبيعة الخاطئة إلينا دون ذنب جنيناه، يأتي إلينا الخلاص منها، ومن عقوبة الخطايا التي تصدر عنها كذلك، منحة مجانية منه دون أي عمل من جانبنا سوى الإِيمان الحقيقي، كما سيتضح في الباب السابع من هذا الكتاب.

وسيتضح لنا في الباب الأخير من هذا الكتاب أنه كان خيراً لنا أن نولد كلنا من رجل واحد ونرث منه طبيعته الخاطئة، من أن يُخلَق كلُ واحد منا بمفرده ويكون مسئولاً بشخصه عن كل خطية يفعلها، لأنه في الحالة الأولى يكون لنا جميعاً امتياز الحصول على غفران كامل شامل من اللّه بفضل نائب آخر أسمى من آدم بما لا يُقاس، هو السيد المسيح.


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بعد أن دعا داود البشر إلى الابتعاد عن الخطية
تسرُّب الخطية إلى البشر عامة
أمراض القلب لا علاقة لها بالوراثة
في برلمان 2015.. مرشحون بالوراثة
كله بالوراثة


الساعة الآن 10:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025