منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 05 - 2025, 11:46 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,331,644

وَأُحَامِي عَنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي



فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجِعُ،
وَإِلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. [33]

إن كان ربشاقى قد هدَّد حزقيا بأنه سيعود ليحاصر أورشليم،
فإنه لن يعود إلى أورشليم، بل يرجع جيشه إلى أشور في خزيٍ وعارٍ.
وَأُحَامِي عَنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ، لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي،
وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي. [34]
"من أجل نفسي". هذا الوعد بعدم تسليم أورشليم لسنحاريب، ليس عن فضل أو استحقاق شعبها، وإنما من أجل أمانة الله وعهده مع داود عبده. إن سلام أورشليم يخص الله نفسه، لا يأتمن كائنًا ما على حمايتها من سنحاريب.
صلوات القديسين تسند النفس المجاهدة الراغبة في التوبة، أما إذا أصرَّتْ على عنادها فلا نفع لها، إذ يقول الرب لإرميا النبي: "وأنت فلا تُصلِ لأجل هذا الشعب ولا ترفع لأجلهم دعاء ولا صلاة، ولا تلح عليًّ لأني لا أسمعك" (إر 7: 16؛ 11: 14). الله الذي قال: "أُحامي عن هذه المدينة لأُخَلِّصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي" [34] في أيام حزقيا الملك البار، لم ينطق بهذا في أيام الشر المتكاثر حين سلَّم المدينة لنبوخذناصر. تظهر شكلية العبادة في الاعتماد على صلوات القديسين المنتقلين والمجاهدين دونأية رغبة في التوبة والندامة.
لقد استفاد يعقوب المجاهد من صلوات أبيه، إذ يقول للابان: [لولا أن إله أبي كان معي لكنت الآن قد صرتُ فارغًا] (تك 31: 42). كما يقول الله عن نفسه: "أحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي" [34]. قال هذا حين كان حزقيا البار ملكًا، لكنه لم يقلها في أيام الشر حين سلَّم المدينة لنبوخذناصر.
لا يمنع الله إرميا من تقديم الصلوات عن الشعب، فإنه يُسَرّ أن يجد قلوبًا مفتوحة بالحب، تُصلِّي للغير في غير أنانية، لكنه يؤكد له أن هذه الصلوات ليست بذات قيمة بالنسبة للشعب ما لم يُقدِّم الشعب نفسه توبة.
لقد كانت الشفاعة عن الشعب جزءًا حيًا من عمل الأنبياء والكهنة، فصموئيل النبي يقول: "وأما أنا حاشا لي أن أُخطِئ إلى الرب، فأكف عن الصلاة من أجلكم" (1 صم 12: 23). وفي المصفاة إذ هاج الفلسطينيون عليهم، قالوا لصموئيل: "لا تكف عن الصراخ من أجلنا إلى الرب إلهنا، فيُخلِّصنا من يد الفلسطينيين" (1 صم 7: 8). وأيضًا موسى كان يشفع في شعبه، حتى قال الرب له: "اتركني ليحمَى غضبي عليهم وأفنيهم، فأُصيَّرك شعبًا عظيمًا" (خر 32: 10).
والقديس يوحنا الذهبي الفم كرجل كنسي إنجيلي واعٍ، خشى أن يفهم عامة الشعب صلوات القديسين تواكلاً وتراخيًا في الجهاد الروحي، لهذا نجده يؤكد:
v ما أعظم بركات صلوات القديسين إن كنا نحن أيضًا نعمل.
v حقًا إن صلوات القديسين لها قوتها العظيمة بشرط توبتنا وإصلاح حياتنا.
v إن كنا مُهمِلين لا نستطيع أن ننال خلاصًا حتى ولا بمساعدة الآخرين. وعلى العكس فإننا إن كنا ساهرين متيقظين نقدر أن نفعل ذلك بأنفسنا... لستُ أقول هذا لأنفي طلبات القديسين، وإنما لكي أوقف إهمالكم واكتفاءكم بالثقة في الآخرين وأنتم مطروحون على ظهوركم نائمين.
v حسنًا، إننا ننتفع بصلوات القديسين، إن كنا نحن أنفسنا متيقظين.
قد تقول: وما حاجتي إلى صلوات القديسين مادمتُ أنا نفسي متيقظًا؟
إن كنا نفكر تفكيرًا صادقًا ندرك أننا في حاجة إليها على الدوام، فبولس لم يقل: ما حاجتي إلى صلوات (الآخرين) مع أن الذين كانوا يصلون عنه كانوا غير مستحقين للصلاة عنه، ولا هم على قدم المساواة معه، وأنت تقول: ما حاجتي إلى الصلاة؟...
إنك محتاج بالأكثر إلى الصلوات بسبب شعورك بعدم احتياجك إليها. نعم فإنك وإن صرت كبولس، فأنت محتاج إليها. لا تستكبر لئلا تسقط.
أتريد أن تعرف فائدة الصلوات؟...
اسمع يعقوب وهو يقول للابان: [لولا أن إله أبي كان معي، لكنتَ الآن صرتُ فارغًا] (تك 31: 42).
اسمع أيضًا ما يقوله الله: "أُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا... مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي" [34]. متى قال هذا؟ في أيام حزقيا الذي كان بارًا. فلو أن الصلوات تفيد الأشرار المتمسكين بشرهم فلماذا لم يقل هذا في أيام نبوخذناصر بل أسلم المدينة؟ لأن الشر قد غلب بالأكثر. أيضًا صموئيل نفسه صلَّى عن الإسرائيليين وانتصر. ولكن، متى؟ عندما سرّوا هم أيضًا الله، عندئذ حاربوا الأعداء. تقولون: وما هي الحاجة إلى صلاة الغير إن كنتُ أنا نفسي أُسرّ الله؟ لا تقل هذا يا إنسان. نعم توجد حاجة وحاجة إلى صلاة أكثر. اسمعوا الله يقول عن أصدقاء أيوب: [عبدي أيوب يصلي من أجلكم، فتُغفَر خطاياكم] (راجع أي 8:42). حقًا لقد أخطأوا، لكن ليست خطية عظيمة. لكن هذا البار الذي أنقذ أصدقاءه بالصلاة، في الوقت الذي فيه لم يكن اليهود قادرين على إنقاذ الهالكين. لقد تعلَّموا هذا؛ اسمعوا الله يقول بالنبي: [إن وقف نوح ودانيال وأيوب، إنهم لا يخلصون بنيهم وبناتهم] (راجع حز 14:14، 16). فقد انتصر الشر. مرة أخرى: "وإن وقف موسى وصموئيل..." (إر 1:15). انظروا قيل هذا عن النبيين، لأن كليهما صليا عنهم، ولم ينتصرا... يليق بنا أن نطلب منهم الصلاة، رافعين أياديهم من أجلنا، وفي نفس الوقت نلتصق نحن بالفضيلة.
v ها أنتم ترون أنه بينما يُعرف لنا فإنه من الجانب الآخر يُعرف لأعدائنا، مظهرًا لهم قدرته. أيام حزقيا تذكروا الوحوش الذين هاجموه بأعدادٍ غفيرةٍ، وبعد أن حاصروا كل شيءٍ كما في شبكة رحلوا تاركين خلفهم أغلبهم جثثًا ميتة.
v صلاح الله هائل، وغالبًا ما يجد طريقه ليهب خلاص الأغلبية من أجل قلة من الأبرار. ولماذا أقول من أجل قلة من الأبرار؟ غالبًا إن لم يُوجد بار في الحياة الحاضرة يتحنَّن على الأحياء من أجل فضائل الراحلين، ويصرخ عاليًا: "وأُحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي، ومن أجل داود عبدي" [34]. حتى إن كانوا ليسوا أهلاً للخلاص فهو يخلصهم.
v ليتنا نهتم بجنازات الراقدين، فإنها نافعة لنا ولهم لمجد الله. لنُقدِّم صدقات كثيرة لأجلهم، فنرسل معهم أفضل معونة للطريق. فإن كان مجرد ذكرى الناس الفاضلين، مع أنهم موتى، تسند الأحياء (إذ يُقال: "أحامي عن هذه المدينة لأخلصها، لأجل نفسي، ومن أجل داود عبدي" [34]، بالأكثر كل الصدقات لها فاعليتها هكذا. فإنها أقامت حتى الميت، عندما وقفت الأرامل حولها يُظهرن ما فعلته طابيثا Dorcas عندما كانت معهن (أع 9: 39). لذلك عندما يكون شخص على باب الموت، فليعد له صديق الميت الجنازة، ويحثُّوا الراحل أن يترك شيئًا للمحتاجين. هذه الثياب معه فليرسلها معه إلى القبر، جاعلاً المسيح وارثًا له... عندما يجعل المسيح وارثًا له مع أطفاله، فلتتأملوا العمل الصالح الذي يسحبه إليه، وإلى بنيه، هذه هي أفضل أنواع الجنازات. هذه تفيد الأحياء والراحلين. إن كنا هكذا نُدفن فسنصير ممجدين في القيامة.
القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم
v من أجل داود غُفرتْ خطايا ذريته، ومن أجل يسوع غُفرتْ خطايا الأمم.

القديس أفراهاط
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سفر اشعياء 37 : 35 وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا
سفر الملوك الثاني 19 : 34 وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا
سفر إشعياء 37: 35 وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا
يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ
يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ


الساعة الآن 02:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025