![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَسَكَتَ الشَّعْبُ وَلَمْ يُجِيبُوهُ بِكَلِمَةٍ، لأَنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ: لاَ تُجِيبُوهُ. [36] بينما رفض ربشاقى أن يصمت، تحدث باليهودية حتى يحث الشعب على التجديف على الله، أما رب المجد يسوع فصمت أمام المحاكمات الباطلة الموجهة ضده حتى يحمل أثقال الشعب ويدخل بهم إلى معرفة الحق الإلهي. التزم الشعب كأمر الملك حزقيا ألا يجيبوا ربشاقى الذي استخف بالله [36]. بنفس الروح إذ أراد سنبلط أن يدخل في حوارٍ مع نحميا إذ أراد تحطيم عمل البناء، قال له: "لا يكون مثل هذا الكلام الذي تقوله، بل إنما أنت مختلقه من قلبك" (نح 6: 8)، ورفض الدخول معه في حوارٍ كطلب سنبلط القائل: "هلم... نتشاور معًا" (نح 6: 7). كان من المتوقع أن يعلنوا عن ثورتهم وعصيانهم على الملك، لكنهم صمتوا علامة الطاعة والثقة منتظرين أمر الملك وتعليماته. أطاعوا الملك الذي سألهم ألا يجيبوه، أي لا يدخلوا معه في حوار لئلا يسقطوا في الضعف كما سقطت حواء بحوارها مع الحية القديمة. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كان يجب عليها أن تصمت؛ كان يلزمها ألا تُبادلها الحديث، ولكن في غباءٍ كشفت قول الرب، وبذلك قدَّمتْ للشيطان فرصة عظيمة... انظروا أي شر هذا أن نُسَلِّم أنفسنا في أيدي أعدائنا والمتآمرين علينا.] كما يقول: [إذ لم يكن الشيطان قادرًا على تقديم شيء عمليًا، قدَّم بالأكثر وعودًا في كلماتٍ. هكذا هي شخصية المخادعين.] ويقول القديس أغسطينوس: [الله هو قائدنا، والشيطان هو مُهلِكُنا، القائد يُقدِّم وصيته، وأما المُهلِك فيقترح خدعة، فهل نصغي إلى الوصية أم إلى الخداع؟!] كمثالٍ، حينما يسأل إنسان عن وجود تناقضات في الكتاب المقدس، إن كان الشخص يطلب ذلك للسخرية، فالحوار معه يتحوَّل إلى مناقشات غبية، أما إذا كان جادًا في المعرفة، فالحوار لازم، وكما يقول الرسول بطرس: "قدِّسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعةٍ وخوفٍ" (1 بط 3: 15). نفس الأمر إن كان الحوار مع ملحدٍ ينكر وجود الله، فإن القرار بالحوار أو عدمه يتوقف على إدراكنا لنيَّة السائل. فبرفض الإجابة نحرص ألا ننزلق إلى حماقته، وبردِّنا عليه نود أن نحفظه من الحماقة التي سيطرت عليه. يقول ثيؤدورت أسقف كورش: [إذ سمعوا تجديفه هذا الذي تحدَّى كل حديث، لم يجب ألياقيم ورفاقه هذا الشرير بكلمة، بل مزَّقوا ثيابهم قبل الانطلاق بسرعة إلى الملك التقي وإخباره بالكلام كما بمظهرهم عن مبالغته في التجديف. والملك بدوره تعجب وفعل نفس الأمر، إذ مزَّق ثوبه الملوكي واستبدله بالمسوح، وجرى ليقترب من الله خالق المسكونة الذي هاجموه كما هاجموا معه الملك.] v بقى كل الشعب صامتًا، ولم ينطق أحد بشيءٍ له، إذ قبلوا تعليمات الملك ألا يجيبوه. فإذ كان حزقيا بالحق إنسانًا بارًا يعمل بإخلاصٍ تامٍ وبكل حكمةٍ، سألهم ألا يجيبوا هذا الأشوري المُجدِّف، لئلا يُثار إلى ارتكاب تجديف أعظم. لذلك كُتب: [تلهب جمر الخاطي] (سي 8: 13). كما نقرأ في المزامير: "حينما وقف الخاطي قبالتي، حبست لساني، وأذللت نفسي، ولزمت الصمت بخصوص الصلاح" (راجع مز 39: 2-3 الترجمة السبعينية). وأيضًا: "ضع يا رب حافظًا لفمي، وبابًا حصينًا لشفتيّ، ولا تُمِل قلبي إلى كلام الشر" (مز 140: 3-4 الترجمة السبعينية). القديس جيروم القديس ديديموس الضرير القديس أغسطينوس |
|