صوت الله صوتٌ جديرٌ بأن يُسمَع، لا بل أنّه الصوت الوحيد الذي يستحقّ أن يُسمَع؛ فهو الصوت الذي يوقظنا على أهميّة التغيير، فعندما استقبل صموئيل الهمسات الإلهية قال “هأنذا”. وفي المرّة الثالثة صرخ: “تكلّم لأنّ عبدك سامع” (١صموئيل ٣: ٩). ويا للمفاجأة فالصبيّ الصغير سوف يصبح ذا شأنٍ كبير.
يصف الرب حال الشعب في تلك الأيام التي عاش فيها الطفل صموئيل فيكرر القول أربع مرات فى سفر القضاة:
”في تلك الأيام لم يكن ملك في اسرائيل كان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه” (قض 17 : 6 ، 18 : 1 ، 19 : 1 ، 21 : 25)… وما أشبه اليوم بالأمس.. فالناس يلهثون وراء محبة المال والشهوات وو… وضاعت كلمة الله من الأولويات حتى عند المؤمنين للأسف.
صموئيل يشير الى المؤمنين الذين يسمعون الصوت الإلهي في الوقت الذي كان فيه الآخرون مشغولين بكلّ شيءٍ عاديّ.
ليس أمراً غريباً أن يكون هناك إعلان لصبي مثل صموئيل، لأن الرب يريد منا أن نرجع ونصير مثل الأولاد "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت 18: 3).
تَكَلَّمْ يَا رَبُّ: يتوجب علينا أن نسمع من الرب. قد يتكلم الواعظ، وقد يتكلم آباؤنا وأمهاتنا، وقد يتكلم أصدقاؤنا، وقد يتكلم معلّمونا. وكل هذا حسن، لكن أصواتهم لا تعني شيئًا ما لم يتكلم الله شخصيا لنا ولحياتنا.
في الأزمنة التي يبدو فيها صوت الله مختفياً والرؤيا منقطعة، هنالك دائماً فرصة لسماع الصوت وإبصار الرؤيا. المفتاح لهذا هو الاتّضاع والقداسة والايمان.