الله يُحبّك هذه حقيقة والدليل: إنّه ترك عرش مجده ونزل إلى أرض الشقاء، ليخوض بحر الآلام المضطرب بأمواج الشر... حباً فيك ورغبة فى خلاصك... ومع أنَّه الإله لم يطلب منَّا أن نأتي إليه أو نقترب منه، لكن محبته جعلته يتنازل ويقترب منّا ويحيا بيننا ويحتمل إهانتنا وتعييرنا..!
فمنذ أن ولد وجد نفسه موضوعاً فى مذود، ملفوفاً بأرخص الأقمشة، يرضع ثدي امرأة فقيرة، ولا نعلم فى أية حالة كانت درجة معيشته فى بيت والديه وهو بعد طفل وصبى... ولا نعلم شيئاً عن الذهب الذي قدَّمه له المجوس، إلاَّ أننا نعلم مما رواه عن نفسه إنَّ:
" لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ" (مت20:8).