![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَأَمَّا يَاهُو فَخَرَجَ إِلَى عَبِيدِ سَيِّدِهِ. فَقِيلَ لَهُ: أَسَلاَمٌ؟ لِمَاذَا جَاءَ هَذَا الْمَجْنُونُ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ الرَّجُلَ وَكَلاَمَهُ. [11] عرفه الجالسون مع ياهو أنه ينتمي غالبًا إلى بني الأنبياء، وذلك من ملابسه وطريقة حديثه، وعدم مبالاته بتقديم الكرامة والتحيّات لقادة حرب جالسين مع قائدهم الأعظم. دعوه مجنونًا، لأنه جاء وذهب عاجلاً بطريقة غير طبيعية، وقد ظهرت على ملامحه علامات الاضطراب، كما سحب القائد من وسطهم دون أن يُعلِنَ عن شيءٍ، فحسبوه شابًا متهوِّرًا غير حكيمٍ. وربما لأنهم كقادة حرب كانوا يستخفون بأبناء الأنبياء الذين يقضون أغلب أوقاتهم في العبادة، في معزلٍ عن العالم، بعيدًا عن واقع الحياة. ليس عجيبًا أن يتهم النبي الكاذب رجل الله الحقيقي بأنه قد عيَّن نفسه بنفسه، وأن ما ينطق به إنما هو كلام لا قوة فيه. على العكس ظهر في ذلك الوقت شمعيا النحلامي النبي الكاذب، لم يرسله الله، بل جاء باسمه الشخصي متهمًا الأنبياء الحقيقيين مثل إرميا أنهم قد بعثوا روح الاستكانة والخنوع وسط المسبيين، وطالبهم أن يبنوا بيوتًا ويغرسوا جنات كمن هم مستقرين في بابل (إر 29: 24-29). كتب شمعيا إلى صفنيا ليثيره حاسبًا أن الله أقامه عوض يهوياداع لا لشيء إلا ليضطهد أنبياء الله الحقيقيين مثل إرميا الذي حسبه رجلاً مجنونًا. هكذا كان الأشرار يحسبون الأنبياء الحقيقيين مختلّي العقل (2 مل 1: 11؛ أع 26: 24؛ 2: 13، 15، 17، 18). كان إرميا رمزًا للسيد المسيح الذي اُتهم هكذا من أقربائه أنه مُختَل العقل (يو 10: 20). جاءت إجابة ياهو: أنتم تعرفون"، ربما أراد أن يختبر وقع هذا الكلام عليهم. أو لعله يعني أنتم تعرفون الرجل أنه غير جادٍ، ولا يؤخذ على كلماته. لقد خشى من الغيرة والحسد، فيفقد قدرته على تحقيق الأمر بسرعة. |
|