![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَذَهَبَ حَزَائِيلُ لاِسْتِقْبَالِهِ، وَأَخَذَ هَدِيَّةً بِيَدِهِ، وَمِنْ كُلِّ خَيْرَاتِ دِمَشْقَ حِمْلَ أَرْبَعِينَ جَمَلاً، وَجَاءَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: إِنَّ ابْنَكَ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أرام قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ قَائِلاً: هَلْ أُشْفَى مِنْ مَرَضِي هَذَا؟ [9] يرى بعض الدارسين أن هذا لا يعني أن الهدايا كثيرة بحيث تحتاج إلى 40 جملاً لحملها. إنما كانت هذه عادة قديمة للمباهاة أن تُقدَّم الهدايا الثمينة في أوانٍ كثيرةٍ أو على جمالٍ كثيرةٍ. فقد كانت الهدايا الملوكية ثمينة للغاية، لكنها مُوزعة على 40 جملاً. يقول Maillet عن هدايا العريس يحملها على أربعة أو خمسة خيول، مع أنه يمكن أن يحملها فرس واحد، وفي نوع من المباهاة عندما تُقدَّم جواهر وحلي ثمينة يصنعونها في 15 طبقًا، ويمكن لطبق واحد أن يحويها جميعًا. عندما قدَّم أهود هدية لعجلون ملك موآب حملها موكب من الناس (قض 3: 18). يُقال إنه في فارس كانت العادة أنه لا يجوز أن يحمل أي شخص أكثر من بندٍ واحدٍ من الهدايا مهما كان البند صغيرًا. v كان علة مرض (بنهدد) بؤسه. فقد حزن جدًا، لأن جيوشه انهزمت في حربه مع السامرة، في نفس الوقت كان شعبه يترقَّب النصرة السريعة جدًا... هرب جيشه بكامله في عارٍ وخزيٍ؛ هذا سبَّب له اضطراب في فكره. هذا بجانب أن لا يد له في هزيمته، فحلَّ بأفكاره اضطراب شديد. في خداع اعتقد أن جيشًا قويًا لا عدد له يقوم ضده، مع أنه ظهر فيما بعد أنه لم يكن هناك وجود لجيش يقاومه. لهذا إذ سمع الملك عن مجيء أليشع إلى دمشق، أرسل حزائيل، أحد الأشراف، لكي يلتقي به. طلب منه أن يطلب من النبي كي يهتم بشفائه، وإذ ظن أن هذا الطلب يلزم أن يصحبه هدايا وتقدمات حسب التقليد السائد في العالم، لذلك أرسل من كل خيرات دمشق على أربعين جملاً. بالتأكيد رفض الأنبياء الهدايا، كما فعل أليشع عندما رفض تقدِّمات نعمان السرياني. القديس أفرام السرياني يقول حزائيل بكونه الوزير الخاص للملك أو الرئيس العام في البلاط الملكي لأليشع النبي: "ابنك بنهدد ملك أرام"، مما يكشف أنه مع ما حمله النبي من روح الحزم غير أنه يقدم أبوّة لا لشعب الله فحسب، بل لكل من يتعامل معهم، حتى وإن كان ملكًا وثنيًا شريرًا.إن كان هذا هو روح النبي في العهد القديم، فكم بالأكثر يليق بكهنة الله في العهد الجديد. يليق بهم أن يشهدوا لأبوّة الله الحانية خلال أبوّتهم لكل البشر. لذلك كان القديس يوحنا الذهبي الفم يقول للكاهن: "أنت أب العالم كله". v اِعلمْ أن الرجل المتقدِّم على الجماعة والمتسلِّط عليهم، لا يؤيِّده ويفخِّمه مثل إظهاره الحب العميق لمرؤوسيه. فالأب لا يكون أبًا لمجرَّد ولادته للبنين، بل لحبُّه إيَّاهم، هكذا إن كانت الطبيعة تقتضي ضرورة هذه المحبَّة، فكم بالأكثر البنوَّة التي بالنعمة؟! أعني إن كان يلزم الشخص أن يحب أولاده الطبيعيِّين، حتى يُدعَى أبًا طبيعيًا، فكم بالأكثر يحب أولاده بحسب النعمة، الروحيِّين المُعمَّدين، لئلاَّ يصيروا في جهنَّم مُعاقَبين. القديس يوحنا الذهبي الفم |
![]() |
|