![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يتعجب القديس مار يعقوب السروجي من تصرُّف أليشع النبي، فإن كثيرين كانوا يقدمون له ذهبًا وفضة وثيابًا، وكان يرفض أن يأخذ شيئًا منهم. كان في إمكانه أن يأخذ منهم ويُسدِّد دين هذه الأرملة. لقد طلب منها أن تدخل بيتها مع ولديها وتُغلِق الباب عليهم، فتمتلئ الأواني الفارغة بالزيت. إنها صورة رائعة لعمل السيد المسيح في كنيسته التي تُقدِّم أسرار الله الغنية الفائقة في داخلها، الأسرار التي لن يدركها من هم في الخارج. يُحوِّل السيد المسيح قلوبنا الباردة إلى الامتلاء بزيت نعمته. v من يعطني عينًا صافية ترى الأسرار، وفمًا صاحب سلطان على الخفايا فأتكلم عنها. ونفسًا مملوءة من حبّ الرب، وإيمانًا، وكلمة جلية تُحرِّك التمييز. وأذنًا مملوءة حبًا عظيمًا، وعطشًا لسماع جمال الأسرار، عندما توصف بأشكالها؟ هذه الأرملة التي اشتكت لدى أليشع، مصوّر بها السرّ بوضوح لمن ينظر إليها. كان النبي يستطيع أن يدفع دَينها بدون زيت، لو أَمَرَ صاحب الدَين أن يتركه لها. كان يُقدَّم له وزنات وثياب ولم يأخذها، أما كان قادرًا أن يفي دَين تلك المشتكية؟ سأل الشونمية ماذا يُصنَع لها، وكان مُستعِدًا أن يقول كلمة للملك لأجلها. ذاك الذي كان يسهل عليه أن يأمر الملوكَ، لماذا لم يأمر صاحبَ دَين هذه الأرملة؟ أدخلها وأغلق الباب عليها وعلى ولدَيها، لأجل الأسرار التي تمَّت فيها بوضوح. ربنا هو نسمة نفس النبوة، ولا توجد فرصة نهائيًا، بأن تحيا بدون أسراره... بتلك الأرملة التي دخلت وأغلقت الباب على نفسها صوَّر أليشع سرّ الكنيسة وخلاصنا... أغلقت أبوابها وأوفت دَينها، وبها رُسمت الكنيسة التي هي أيضًا تغلق أبوابها لغفران الذنوب... كان السرّ محفوظًا عن الذين في الخارج ولم يعرفوه، عندما صنعت فعلها بينها وبين ولدَيها داخل أبوابها. أرسل أليشعُ صاحبُ السرِّ الروح،َ ورفرف هناك في بيت الأرملة داخل أبوابها. القديس مار يعقوب السروجي |
|