منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 01 - 2025, 04:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

سمات سفر نشيد الأنشاد



سفر نشيد الأنشاد
سماته:

1. إن كان سليمان قد كتب سفر الجامعة مدركًا حقيقة الحياة الأرضية أنها "باطل الأباطيل" فإنه إذ تلامس مع الحياة السماوية وجدها "نشيد الأناشيد".
في سفر الجامعة يعلن الحكيم أنه لا شبع للنفس خلال كثرة المعرفة، أما في سفر نشيد الأناشيد فتشبع النفس وتستريح تمامًا بالحب الإلهي، ولا تكون بعد في عوز.
في سفر الجامعة يتحدث عن كل ما هو تحت الشمس وإذا ليس فيه جديد، أما في النشيد إذ تدخل النفس إلى أحضان الله ترى كل شيء جديدًا.
2. فهم اليهود هذا السفر بطريقة رمزية تمثل العلاقات القائمة بين الله (العريس) وشعبه (العروس) منذ الخروج حتى مجيء المسيا، وفهمه المسيحيون أنه يمثل العلاقة بين المسيا المخلص والكنيسة عروسه. وقد أخذ المسيحيون اتجاهات ثلاث في التفسير الرمزي لهذا السفر، هذه الاتجاهات في الحقيقة متكاملة ومتلازمة معًا، وهي:
أ. يرى العلامة أوريجانوس والقديس جيروم وأغسطينوسوغيرهم أن السفر يُشير إلى العلاقة بين السيد المسيح وكنيسته ككل، أي جماعة المؤمنين.
ب. يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص وبرنارد Bernard of Clairvaux أن السفر يُعبر عن العلاقة بين السيد المسيح والنفس البشرية على المستوى الشخصي.
وقد أخذ العلامة أوريجانوس بهذا الاتجاه أيضًا جنبًا إلى جنب مع الاتجاه السابق.
ج. يُفسر بعض اخوتنا الكاثوليك هذا السفر بكونه يُعالج موضوع التجسد الإلهي، ويروا في العروس أنها القديسة مريم والدة الإله.
والحقيقة أن المؤمن إذ يتذوق المحبة المتبادلة بين الله والكنيسة الجامعة، إنما يراها محبة شخصية تمس حياته هو بالذات. فالعلاقة التي تربط الله بالجماعة تؤكد وتثبت العلاقة بين الله والنفس البشرية، لا كعلاقة فردية خلالها ينعزل الفرد عن الجماعة، بل علاقة شخصية يختبرها الفرد بكونه عضو في الجماعة. أما عن القديسة مريم، فهي تمثل بطريقة ما الكنيسة الجامعة، كعضو أمثل وسام، فأن فسر البعض هذا السفر كعلاقة محبة تربط السيد المسيح بالقديسة مريم، إنما لأنها قد تمتعت بحب الله كواحدة منا... ما قد تمتعت به يحمل بشكل أو آخر ما ننعم نحن به أيضًا، وأن كان بدرجة مختلفة...!
3. يرى العلامة أوريجانوس أن المؤمن وهو منطلق من برية هذا العالم ليدخل أورشليم السمائية يتغنى بأناشيد كثيرة، حتى متى استقر في حضن العريس الأبدي في الحجال السماوي يترنم بنشيد الأناشيد، أما الأناشيد التي يُسبح بها في الطريق، فهي:
أ. إذ تعبر النفس مع الشعب بني إسرائيل البحر الأحمر تقول:
"أرنم للرب لأنه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما في البحر. الرب قوتي ونشيدي، وقد صار خلاصي" (خر 15: 1).
يعلق العلامة أوريجانوس على هذا النشيد قائلًا: "وإن كنت تترنم بهذا النشيد الأول إلاَّ أن الطريق لا يزال طويلًا للوصول إلى نشيد الأناشيد".
هذا هو بدء الأناشيد، تترنم به النفس البشرية عندما تنعم بالدخول إلى مياه المعمودية، فتدرك أن "الله" هو سرّ قوتها وخلاصها وغلبتها على إبليس وكل جنوده... لقد صارت بالمعمودية ابنة له، تحت رعايته، يهبها روحه القدوس ليتمم خلاصها.
لهذا جعلت الكنيسة هذا النشيد جزءًا أساسيًا في التسبحة اليومية، وكأنها تُريد أن يتذكر أولادها كل يوم عبورهم من عبودية الخطية وتمتعهم بالتبني لله خلال المعمودية، فتتأكد في أذهانهم غلبتهم على قوات الظلمة، ويشهدوا للرب مخلصهم!
ب. يرى العلامة أوريجانوس أن النشيد الثاني في هذه الرحلة الروحية نترنم به عندما نأتي إلى البئر التي حفرها الرؤساء في البرية، "حيث قال الرب لموسى أجمع الشعب فأعطيهم ماء" (عد 21: 16)... فترنم الكل هكذا: "أصعدي أيتها البئر أجيبوا لها، بئر حفرها الرؤساء، بئر حفرها شرفاء الشعب بصولجان بعصيهم".
هذه أنشودة النفس التي تتقبل من الله نفسه - خلال الكنيسة (الرؤساء) - ينابيع المياه الحية. فآبار الآباء أو الرؤساء هي عطية الله نفسه، كقول الرب لموسى "أعطيهم ماء"، لكن الذي يحفرها هم الرؤساء، أي العاملون في كرم الرب.


ج. نترنم بالنشيد الثالث حين نقف مع موسى النبي على ضفاف الأردن، ونسمعه يترنم في مسامع الشعب قبيل رحيله، قائلًا: "أنصتي أيتها السماوات فأتكلم، ولتسمع الأرض أقوال فمي. يهطل كالمطر تعليمي ويقطر كالندى كلامي... كما يحرك النسر عشه وعلى فراخه يرف ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على منكبيه، هكذا الرب وحده اقتاده وليس معه إله أجنبي. أركبه على مرتفعات الأرض فأكل ثمار الصحراء، وأرضعه عسلًا من حجر، وزيتًا من صوان الصخر. وزبدة بقر ولبن غنم مع شحم خراف وكباش أولاد باشان وتيوس مع دسم لب الحنطة، ودم العنب شربته خمرًا" (تث 32).
هذه أنشودة النفس وقد أدركت رعاية الله لها وسط البرية، يرافقها كما يرافق الأب ابنه كل الطريق، يقودها ويهتم بكل احتياجاتها الروحية والمادية. تراه النفس كالنسر الذي يرف على فراخه، ويبسط جناحيه فيحميها، يترفق بها ويحملها على منكبيه، يعطيها كل رعايته ولا يتركها تعتاز إلى غيره. يشبعها وسط القفر، فيخرج لها من الحجر عسلًا ومن صوان الصخر زيتًا... أي يصنع من أجلها المستحيلات.!
د. يتحدث العلامة أوريجينوس عن النشيد الرابع في الطريق أثناء الجهاد الروحي المستمر، قائلًا: "يجب عليك أيضًا أن تحارب تحت قيادة يشوع، وتملك الأرض المقدسة ميراثًا لك، وتتنبأ النحلة (دبورة) لك وتكون قاضية لك، فان "دبورة" تعني "نحلة"، لكي ما تنطق شفتاك بالتسبحة التي وردت في سفر القضاة".
هذه التسبحة نترنم بها أثناء جهادنا الروحي، فنكون كالنحلة، حتى نملك السماء ميراثًا لنا، قائلين: "أنا أنا للرب أرنم. أزمر للرب... تزلزلت الجبال من وجه الرب" (قض 5). فان الرب يزلزل أمامنا الجبال الوعرة أثناء جهادنا الروحي، ويفتح لنا باب السماء لندخل بالفرح ونرث إلى الأبد.
ه. أما النشيد الخامس فهو الذي نطق به داود حين هرب من أيدي أعدائه، إذ قال: "الرب سند ليّ، قوتي وملجأي ومخلصي". هكذا تملك النفس مع الملك داود حين تتحطم قوى الشيطان عدوها بالله سندها وقوتها وملجأها وخلاصها. وكما ورث داود شاول نرث نحن أيضًا ونحتل مركز إبليس قبل السقوط، إذ كان من أعظم الطغمات السمائية.
و. إذ تكتشف النفس أسرار الملكوت، تنشد مع الأنبياء النشيد السادس، قائلة: "لا نشدن عن حبيبي نشيد محبي لكرمة" (إش 5: 1).
في اختصار نستطيع القول بأن أوريجانوس شاهد النفس في حالة ترنم مستمر تسبح سبع أناشيد: النشيد الأول وهي خارجة من جرن المعمودية في حالة التبني لله، والثاني وهي تشرب من ينابيع الله التي تفيض في كنيسته، والثالث وهي تتلمس رعاية الله المستمرة وهي في البرية، والرابع تسبحة أثناء جهادها كالنحلة، والخامس تترنم به كلما تحظى بغلبة ونصرة فتملك مع الرب، والسادس تنشد مع الأنبياء حين تتحسس أسرار الأبدية والسماويات، وأخيرًا السابع هو سفر نشيد الأناشيد الذي تنطق به إلى الأبد حين تدخل إلى حضرة العريس نفسه، وتبقى معه في حجاله السماوي وجهًا لوجه.
4. كان هذا السفر يُقرأ في اليوم الثامن من الاحتفال بعيد الفصح بكونه نشيد الحب الأبدي المقدم لله، أو الذي يربط الله بالمؤمنين الذين ينعمون بالخلاص خلال الدم... فاليوم الثامن يُشير إلى ما بعد أيام الأسبوع (7 أيام)، أي يُشير إلى الحياة الجديدة، أو الحياة الأخرى التي ننعم بها خلال السيد المسيح فصحنا الحقيقي. وكأن النشيد يحمل نبوة عن الفصح الحقيقي الذي ينقذنا من الموت ويدخل بنا إلى حجاله "سماء السماوات"، عروسًا عفيفة، متحدة به اتحادًا أبديًا.
سفر نشيد الأناشيد في الحقيقة هو سيمفونية رائعة، تطرب بها النفس المنطلقة من عبودية هذا العالم، متحررة من سلطان فرعون الحقيقي "الشيطان"، متكئة على صدر ربها، تدخل أورشليم السمائية في حرية مجد أولاد الله، لهذا لا يتحدث هذا السفر عن وصايا أو تعاليم، بل عن سرّ الحب الأبدي والحياة مع العريس السماوي... هو سيمفونية القلب المتحد مع مخلصه! هو نشيد فريد في نوعه وفي معانيه، يترنم به في تقديس بدم الحمل، داخلًا بدالة الحب إلى قدس الأقداس السمائي بغير كلفة أو روتين أو رسميات... حتى يستقر في حضن الآب، مرتفعًا فوق كل فكر مادي جسداني إلى الفكر الروحي الحق.
وكما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [يأمرنا الكلمة في النشيد ألا نفكر فيما هو للجسد -حتى ونحن بعد في الجسد- بل نرتفع إلى الروح، فنحول كل تعبيرات الحب التي نجدها هنا كتقدمات طاهرة غير مدركة، نقدمها للرب الصالح الذي يفوق كل فهم، والذي فيه وحده نجد كل عذوبة وحب ومشتهي].
فنشيد الأناشيد في الحقيقة هو أغنية الحب الإلهي، مسجلة برموز غزلية، تحمل معان سماوية، أكثر عمقًا مما يحمله ظاهرها... يترنم بها الناضجون روحيًا، الذين عبروا اهتمامات العالم والجسد وانطلقوا سالكين بالروح
لذلك يسميه العلامة أوريجانوس "سفر البالغين"، إذ يقول: [أما الطعام القوي للبالغين... الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة، وأما الأطفال في الإيمان فلهم في كلام الله غذاء يجدونه في الأسفار الأخرى...
وأخطر ما نخشاه أن يجد الجسدانيون الأرضيون سبيلًا إلى هذا السفر! أنها مجازفة قاتله للجسداني الذي لا عهد له أن يسمع أو يتعامل بلغة الحب في الطهارة... ونصيحتي لكل إنسان ما زال في ظلمة الجسد وتتحكم فيه الطبائع البشرية أن يبتعد عن قراءة هذا السفر.
وعندي أن العبرانيين كانوا محقيين لما جعلوا هذا السفر - مع أجزاء أخرى من العهد القديم - ممنوعًا على الذين لم يبلغوا الكمال...].
وعندما تحدث القديس غريغوريوس أسقف نيصص عن هذا السفر قال: "أنني أتحدث عن سرّ نشيد الأناشيد معكم أنتم جميعًا يا من تحولتم إلى ما هو إلهي...
تعالوا أدخلوا إلى حجرته الزيجية غير الفاسدة، يا من لبستم ثوب أفكار النقاوة والطهارة الأبيض! فان البعض لا يرتدي ثوب الضمير النقي اللائق بعروس إلهية، فيرتبكون بأفكارهم الذاتية، ويحدرون كلمات العريس النقية إلى مستوى اللذات البهيمية، وهكذا يبتلعون في خيالات مشينة].


أما القديس بفنوتيوس، من آباء برية مصر، فيرى في كتب سليمان الحكيم درجات النسك الثلاثة، التي ترتفع بالإنسان إلى حياة الحب والوحدة مع الله في سفر "نشيد الأناشيد"، إذ يقول: "سفر الأمثال يقابل النوع الأول من النسك، فيه نقمع الشهوات الجسدية والخطايا الأرضية.
والنوع الثاني يطابق "سفر الجامعة"، حيث يعلن أن كل ما يحدث تحت الشمس باطل. وأما النوع الثالث فيطابقه "سفر نشيد الأناشيد"، فيه تسمو النفس فوق كل المنظورات، مرتبطة بكلمة الله، بالتأمل في الأمور السماوية".
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سفر نشيد الأنشاد
سفر نشيد الأنشاد
سفر نشيد الأنشاد
عروسة سفر نشيد الأنشاد :
نشيد الأنشاد


الساعة الآن 07:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025