![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لَيْسَ لَهَا مُعَزٍّ نَجَاسَتُهَا فِي أَذْيَالِهَا. لَمْ تَذْكُرْ آخِرَتَهَا، وَقَدِ انْحَطَّتِ انْحِطَاطًا عَجِيبًا. لَيْسَ لَهَا مُعَزٍّ. انظر يَا رَبُّ إِلَى مَذَلَّتِي، لأَنَّ الْعَدُوَّ قَدْ تَعَظَّمَ [9]. "نَجَاسَتُهَا فِي أَذْيَالِهَا" تعبير عن فيض النجاسة أنه قد بلغ إلى هدب ثوبها (لا 15: 19-35). من أصعب المواقف التي لا يجد الإنسان فيها من يعزيه، هو موقف ملك عظيم صاحب سلطان وله اسمه بين الأمم والشعوب، يجد نفسه وقد قُيّد بسلاسل، حافي القدمين، شبه عريان، يقوده عبد غريب الجنس يسمع كلمات الإهانة، وتسقط عليه ضربات أو جلدات، ويجر حوله رجال دولته، والقادة مع الشعب في مذلةٍ ومرارةٍ. هذا هو حال المسبيين، خاصة حين كانت أشور تسبي دولة فتقطع أنوف المسبيين، أو تبتر أحد أعضاء أجسامهم وتسخر بهم، تتعامل معهم في وحشية لا تعامل بها أدنَى الحيوانات. وهكذا وإن كانت بابل تتعامل مع المسبيين بأقل وحشية. هذا ما تفعله الخطية حين تستعبد إنسانًا، فإنها تحني ظهره، فيصير كالحيوان ذي الأربع أرجل، لا يقدر أن يرفع عينيه إلى السماء، ولا أن يختبر فرح السمائيين وسلامهم، بل يتمرغ كما في وحل الأرض وتراب العالم. هذا ما يصوره النبي هنا بخصوص سبي أورشليم الذي يحمل صورة لسبي النفس البشرية. كما أن هدب الثوب يجمع القاذورات من الأرض، تصير أورشليم (النفس البشرية) ملتصقة بالأرض، تدنس نفسها بالأمور الفاسدة الزمنية، ولا تنعم بعربون السماويات. "لم تذكر آخرتها": ليس أمامها مصيرها الأبدي، ولا تترجى التمتع بالحياة الأبدية، كما لا تخشى الهلاك الأبدي. "قد انحطت انحطاطًا عجيبًا": إذ تنهار وتنحدر على الدوام، وليس من يسندها أو يعزيها، بل كثيرون يشمتون بها. فإن لم يحرس الرب المدينة باطلًا يتعب الحراس، وإن لم يعزِ الرب الإنسان، من يقدر أن يعزيه؟! |
|