هِيَ أَيْضًا قَدْ مَضَتْ إِلَى الْمَنْفَى بِالسَّبْيِ،
وَأَطْفَالُهَا حُطِّمَتْ فِي رَأْسِ جَمِيعِ الأَزِقَّةِ،
وَعَلَى أَشْرَافِهَا أَلْقُوا قُرْعَةً،
وَجَمِيعُ عُظَمَائِهَا تَقَيَّدُوا بِالْقُيُودِ. [10]
إذ كانت نوأمون جالسة في آمان، تعتز بقوتها وثروتها، وتسندها بلاد كثيرة في الجنوب والشمال، وتحوط بها المياه لتحميها من أية هجمات، فلم تكن تتوقع أية سقوط، إذا بها تمضي إلى المنفى مسبية. لقد خانها غرورها، وقوتها، فتحطم أطفالها. وقد ألقوا قرعة على عظمائها، إذ كان من عادة القادة الغالبين عند افتتاحهم مدينة عظيمة يلقون القبض على عظمائها، ثم يلقون قرعة عليهم لكي يوزعون هؤلاء العظماء عبيدًا للقادة. فعوض السلاسل الذهبية ومظاهر الأبهة والعظمة، صار هؤلاء عبيدًا عراة حفاة مقيدين بسلاسل حديدية يسحبونهم إلى بلادهم في عارٍ وخزيٍ.