* لاحظوا يا أبنائي المحبوبين كيف أن الرب إلهنا رحوم وبار، كم هو رءوف ولطيف مع الناس، لكنه بتأكيدٍ عظيمٍ "لا يبرِّئ المخطئ" (راجع نا 1: 2). مع أنه يرحب بعودة الخاطئ ويهبه الحياة، ولا يترك مجالًا لأي شكْ هكذا كمن يدين بقسوة ويرفض الآثمة تمامًا، ويرفض أن يقدم لهم نصائح ليردهم إلى التوبة. وإنما على العكس، يقول الله بإشعياء إلى الأساقفة: "عزُّوا، عزُّوا شعبي، أيها الكهنة، تكلموا بحنوٍ مع أورشليم" (راجع إش 40: 1). لذلك يليق بكم عند سماعكم كلماته هذه أن تشجعوا الذين أذنبوا، وتقودوهم إلى التوبة، وتقدموا لهم الرجاء. وليس باطلًا تحسبون أنكم ستشاركونهم معاصيهم على حساب حبكم لهم. اقبلوا التائبين ببهجة، وافرحوا بهم، واحكموا على الخطاة بالرحمة وأحشاء الحنو. فإن كان شخص ما سائرًا على شاطئ النهر، وصار متعثِّرًا، وأنتم دفعتموه وألقيتموه في النهر، عوض أن تقدموا له يد المساعدة، تكونوا قد ارتكبتم جريمة قتل أخيكم.