* ماذا إذن؟ هل هلك جميعهم، ونُزعوا من أصل داود ومن سبط يهوذا؟ لا، فإن بعضًا من هذا الجذر آمنوا، وفي الواقع عدة آلاف من الرجال من هذا الأصل آمنوا، وذلك بعد قيامة الرب. لقد هاجوا وصلبوه، وبعد ذلك بدأوا يرون معجزات تتم باسم المصلوب. ارتعبوا إذ رأوا قوة عظيمة تتم هكذا باسمه، هذا الذي كان بين أيديهم يبدو كمن هو عاجز عن فعلها. فنُخسوا في قلوبهم وأخيرًا آمنوا بأن اللاهوت كان مخفيًا فيه، هذا الذي ظنوا أنه كسائر البشر. لقد طلبوا مشورة الرسل، فأجابوهم: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح" (أع 2: 38). لقد قام المسيح ليدين الذين صلبوه، فحول حضرته من اليهود إلى الأمم؛ وقد بدا الله كمن يعمل لصالح بقية إسرائيل. وقد قيل له من أجلهم: "من أجل داود عبدك لا ترد وجه مسيحك" (مز 132: 10). إن كان القش يُدان، فلتُجمع الحنطة معًا. لتخلص البقية كما يقول إشعياء: "تخلص البقية" (راجع إش 10: 21). فمنهم جاء الاثنا عشر رسولًا، ومنهم الخمسمائة أخ الذين أظهر الرب نفسه لهم بعد قيامته (1 كو 15: 6)، ومنهم اعتمد عدة آلاف (أع 2: 41)، الذين وضعوا ثمن ممتلكاتهم عند أقدام الرسل. بهذا تحققت الصلاة التي قدمت هنا لله: "من أجل داود عبدك لا ترد وجه مسيحك" (مز 132: 10).