رمزية الحجلة لإبليس وتابعيه، قائلًا إن الحجلة ماكرة ومخادعة كما أنها دنسة. ماكرة تحوم حول أقدام الصيادين لتسحبهم بعيدًا عن العش وإذ تطمئن أن الصغار قد هربوا تفرد جناحيها وتطير، هكذا لا ينال الصياد شيئًا. إنها كإبليس الذي استخدم الحية القديمة أحيل حيوانات البرية التي حامت حول الإنسان ولم ينل منها شيئًا. ويتحدث العلامة أوريجينوس أيضًا عن الحجلة كحيوان يمثلٍ الدنس لأن الذكور تتشاحن معًا للتزاوج فيما بينها.
الحجلة التي تحتضن ما لم تبض هي إبليس الذي يبسط شباكه خلال الهراطقة فيقتنص في أحضانه البسطاء، هؤلاء الذين هم ليسوا من خليقته ولا مولودون منه، إنه يقتنيهم بالخداع والدنس. لا يقدر إبليس أن يقول: "خرافي تسمع صوتي" (يو 10: 7)، لأنها ليست خرافه بل هي خراف الله الناطقة التي يسحبها من مصدر حياتهم ويحسبها أولادًا له. وللأسف فإن الحجلة قد اغتنت جدًا، لكنها تركتهم في نصف أيامها حين جاء السيد المسيح إلى العالم وسحب المؤمنين من حضن إبليس، وأما في نهاية أيامها فتظهر بالأكثر حماقتها.